أسعار اللحوم الحمراء .. خطوة جديدة غامضة من الحكومة
لجأت الحكومة في الأيام القليلة الماضية، إلى خطوة جديدة تثير مخاوف المستهلكين المغاربة، لا من حيث الأثمنة ولا من حيث الأسعار.
فقد كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت المجلس الحكومي، نهار اليوم الخميس، أن المغرب سيستورد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء، الطرية، والمجمدة، إلى غاية نهاية العام الجاري.
بهذا الاعتراف، يؤكد الناطق الرسمي باسم الحكومة المنتمي لحزب عزيز أخنوش، أن حزب التجمع الوطني للأحرار الذي سيطر على مدى عقد من الزمن على وزارة الفلاحة، لم يستطع تأمين غذاء المغاربة، حيث صار البلد عاجزا عن تأمين احتياجاته من القمح والذرة في السنوات الماضية، وفي العامين الأخيرين امتد الفشل ليشمل قطاع الماشية.
ورغم أن المملكة تتوفر على مساحات شاسعة من العالم القروي، وتتوفر على مجالات غير مستغلة من الأراضي الصالحة للزراعة، وأن وزارة الفلاحة هي الوصية على المياه والغابات.
فإن مخططاتها كلها باءت بالفشل فيما يخص تأهيل المراعي، وتقوية قدرات الفلاحين الصغار، من أجل تعزيز العرض الوطني من قطيع الأغنام والماعز والأبقار.
وبسبب مسلسل الإخفاق في تدبير قطاع الفلاحة والزراعة، بات المواطن المغربي يؤدي فاتورة الأزمة بتكاليف باهضة، جعلت الأغلبية من المستهلكين غير قادرين على شراء نصف كيلو من اللحم.
فقد عرفت أسعار اللحوم ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار، ضرب القدرة الشرائية لعموم المواطنين الذين يشتغلون بالحد الأدنى للأجر، حيث وصل ثمن اللحم الغنمي 130 درهما.
أما الماعز 120 درهما، والأبقار 110 درهم للكيلو، بعدما كانت الأسعار في عهد حكومة بنكيران لا تتعدى 80 درهما للكيلو في أسوأ الأوقات الاقتصادية.
في غضون ذلك، لجأت حكومة عزيز أخنوش وزير الفلاحة السابق، إلى خطته المعهودة (الاستيراد) هاته العملية التي يؤكد المهنيون أن الرابح فيها ليس المستهلك ولا أصحاب محلات الجزارة، سواء كان الاستيراد قطيعا أو لحوما.
حسب المهنيين، فإن الرابح الكبير هم المستوردين الكبار الذين يبقى لهم هامش أرباح دون مخاطر ودون أتعاب، في المقابل لا تشهد الأثمان أي تغييرات سواء حاليا أو مستقبلا إذا ما استمرت نفس السياسة.
وكانت حكومة أخنوش أصدرت مرسوما يقضي بوقف استيفاء رسم الاستيراد على لحوم فصيلة الأبقار والأغنام والماعز والجمال، وأفاد المرسوم المنشور بالعدد 7203 من الجريدة الرسمية أن هذا الإجراء، سيطبق في حدود 20 ألف طن.
هاته الدول التي سيتم منها الاستيراد
من جهته، أصدر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، قرارا في أكتوبر المنصرم، يحدد البلدان التي سيتم استيراد ذبيحة الأغنام منها.
ويتعلق الأمر بدول الاتحاد الأوروبي، ألبانيا، والأرجنتين، وكندا، أمريكا، تشيلي، والولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، صربيا، سنغافورة، الأوروغواي.
أما بالنسبة لذبيحة الأبقار، فيسمح استيرادها من الدول المذكورة سلفا، إضافة إلى البرازيل، والباراغواي، وأوكرانيا. ولكم أن تتخيلوا أن دولة لم تخرج بعد من الحرب مع روسيا قادرة على تصدير الأبقار، بعد تحقيقها الاكتفاء الذاتي لمواطنيها، بينما المغرب عاجز عن تطوير سلسلة إنتاج اللحوم!!
Discussion about this post