أسفرت العمليات الأمنية وحملات السلطات المحلdة في كل من إقليم فحص أنجرة، وعمالة طنجة أصيلة، وعمالة المضيق الفنيدق، عن توقيف وترحيل ما لا يقل عن 900 شخص بينهم شباب من مختلف الأعمار، بما فيهم القاصرون، وذلك بعدما كانوا متوجهين للفنيدق من أجل التسلل الحدودي إلى سبتة المحتلة.
وأكد مصدر مطلع لصحيفة “إيكو بريس” صباح اليوم الثلاثاء بأن هذه الحصيلة تتعلق بـ 24 ساعة الماضية، لافتا إلى أن هذه الأرقام قابلة للارتفاع خلال الساعات القادمة، بسبب التدفق المتزايد للراغبين في الحريك نحو الضفة الأوروبية عبر مضيق جبل طارق.
وتتزامن هاته التحركات مع الذكرى الأولى ليوم الهجرة الجماعية بتاريخ 15 شتنبر 2024، والتي عرفت توافد الآلاف من الأشخاص من مختلف الأعمار، ومن الرجال والنساء، تفاعلا مع نداءات على منصات التواصل الاجتماعي، مجهولة المصدر.
وكانت تلك الدعوات تحث الراغبين في الهجرة نحو أوروبا، الالتحاق بمدينة الفنيدق في وقت متزامن بهدف، تنظيم عملية اقتحام جماعية، مستغلة الكم العددي في تنفيذ المهمة، لكن السلطات المغربية عززت تواجدها الأمني وضربت طوقا في محيط الحدود البرية بين الفنيدق وسبتة.
ضحايا بالعشرات و حلول حكومية غائبة !!
ومنذ العام الماضي، لم تتوفق محاولات الهجرة نحو إسبانيا عبر دينة سبتة المحتلة، وذلك بطرق وأدوات مختلفة، لكن غالبية الشبان يستغلون حالة الطقس للعبور سباحة، وقد خلفت المحاولات المستمرة ضحايا مغاربة بالعشرات من مراهقين وأطفال قاصرين لقوا حتفهم غرقا بين السواحل المغربية والإسبانية.
وتجاوز الرقم 35 شخصا بحسب عطيات غير رسمية، قدمتها جمعية مدنية في تطوان، دون احتساب أعداد المفقودين الذين ابتلعتهم مياه البحر أو لم يعثر لهم على أثر منذ مغادرة بيوتهم سالكين طريق الهجرة الغير النظامية.
في غضون ذلك، تتزايد الانتقادات الحقوقية للسلطات العمومية إزاء اعتماد المقاربة الوحيدة في التعاطي مع ظاهرة الهجرة السرية، وتتمثل في آلية الترحيل الجماعي إلى مدن ومناطق نائية عن شمال المملكة.
ويرى مراقبون حقوقيون تحدث إليهم صحيفة “إيكوبريس” صباح اليوم الثلاثاء، أن هذه الإجراءات تظل محدودة الفاعلية والأثر، في ظل انعدام مبادرات حكومية ترمي إلى معالجة الإشكالات الاقتصادية وبث منسوب الثقة وسط الأجيال الصاعدة، في وقت ترتفع فيه نسب البطالة، وتتزايد مظاهر القلق من نقص مؤشرات الحكامة في الوصول للتعلم الجيد والتكوين، مقابل هزالة الأجور في سوق العمل.
وتعد هاته العوامل من الدوافع الموضوعية التي تجعل الشبان والمراهقين من الإناث والذكور يغامرون بأرواحهم ويلقون بأنفسهم في البحر، من أجل الوصول سباحة إلى ثغر سبتة المحتلة الخاضعة للسيادة الإسبانية، إذ أن وصولهم إلى الأراضي الأوروبية يضمن لهم استقرارا بموجب اتفاقيات الهجرة.
Discussion about this post