حارس أمن صيني يسحل عاملا مغربيا في شركة صناعية بمدينة طنجة تيك
اهتزت المنطقة الصناعية طنجة- تيك، على وقع حادث سحل رجل أمن خاص أسيوي الجنسية، يشتغل في معمل صيني لصناعة إطارات السيارات عالية الجودة، ورائدة على المستوى الدولي في نفس المجال.
وظهر في شريط فيديو قصير مدته بضع ثوان، حارس أمن خاص ذو ملامح صينية، وهو يجرر عاملا مغربيا على الأرض، ويخرج به من داخل المصنع إلى خارج أسوار الوحدة الصناعية، فيما يظهر عامل مغربي يحمل نعل العامل المطرود من الشغل.
أسباب غامضة وظروف مجهولة !!
بعد تحريات قامت بها صحيفة “إيكو بريس”، تمكنت من الوصول إلى الشخص الذي يظهر في الفيديو.
وقد التقينا به بعد صلاة التروايح في منطقة بوخالف بطنجة، وقد بدا بنفس البنية الجسمانية التي يظهر عليها في الفيديو، كما أن لكنته ومخارج حروفته متطابقة مع التعليق الصوتي المرفق في الفيديو.
ونقلت جريدة إيكو بريس الفيديو المأخوذ من صفحة شخص يدعى سليمان سيتي، ينشر مقاطع مصورة متنوعة.
حيث أشار الشخص الذي تعرض للسحل على أيدي الموظف في الشركة الصينية، أنه لجأ لصاحب الصفحة لنشر الفيديو، لكونه يتوفر على قاعدة كبيرة من المتابعين في منصة فايسبوك.
وأنه يريد إيصال صوته إلى السلطات والهيئات النقابية والحقوقية، حيث صرح في الفيديو بقوله “شناوا تعداو عليا”، دون مزيد من التفاصيل.
وحينما سألته صحيفة “إيكو بريس” لماذا لم يتقدم بشكاية إلى الدرك الملكي، على اعتبار أن طنجة تيك خاضعة لنفوذهم، صرح بأنه يعيش ظروفا مادية مزرية ولا يتوفر حتى على مصاريف التنقل إلى المصالح الأمنية لتسجيل شكاية.
وأوضح العامل الذي تعرض للسحل، بأنه ينحدر من إقليم مولاي يعقوب ضواحي العاصمة العلمية فاس.
وأنه جاء إلى طنجة بحثا عن فرصة شغل، فوجد عرض توظيف في الشركة الصينية تبحث عن Les Opérateurs، فدفع طلب التشغيل بشهادة باكالوريا.
أما عن توقيت الحادث، فقال بأنه حصل يوم السبت ما قبل الماضي، بتاريخ 22 فبراير المنصرم.
وعلى إثر ذلك تم نقله عل متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بطنجة، وخضع للإسعافات الأولية، ثم تسلم شهادة طبية عند مغادرته، مدة العجز فيها 3 أيام.
وحاولت صحيفة “إيكو بريس” عند لقاءها بالمعني بالأمر الذي كان رفقة شخص آخر، وهو صاحب صفحة سليمان سيتي على فايسبوك، أن تأخذ شهادته حول ما جرى، صوتا وصورة.
لكن مرافقه اشترط أداء مبلغ 1500 درهم، لكونه مدينا له في المصاريف التي تحملها عنه خلال الأيام الموالية للحادث.
أما بخصوص ظروف الواقعة وملابساتها، فقال الشاب ذو الجسم النحيف من الهزال، والذي كان يرتدي أسمالا بالية تعكس وضعه الاجتماعي المدقع، إنه اشتغل في الشركة مدة 3 أيام، آخرها يوم السبت ما قبل الماضي.
وتابع موضحا، أنه لم يستطع تحمل ظروف العمل وإيقاع ضغط الإنتاج المرتفع، حسب توصيفه، لذلك قرر المغادرة والتمس دفع مستحقاته، وقد كان هذا سبب الخلاف.
مفهوم أسيوي لإخلاء المضربين عن العمل !!
وتفاديا لرواية أحادية الجانب، حاولت جريدة إيكو بريس ربط الاتصال بمسؤول في الشركة الصينية، دو أن تتمكن من ذلك.
لكن مصدر مقربا من الصينيين، قال لصحيفة إيكو بريس إن العامل تم ضبطه متلبسا في حالة سرقة لمعدات، لذلك تم التعامل معه على ذلك النحو، لكن هاته الرواية، لم يؤكدها أي مصدر رسمي.
كما ربطت جريدة إيكو بريس الاتصال بمسؤول منطقة طنجة تيك، جعفر مغادري، وتركت له رسالة نصية عبر واتساب، قصد التعليق على الحادث، لكنه فضل عدم الرد، إلى غاية كتابة الخبر.

إلا أن الصحيفة تواصلت مع مصدر مهني مطلع على ظروف العمل في المناطق الصناعية الحرة.
فقال بأن طريقة التدخل التي ظهرت في الفيديو، جاري بها العمل في البلدان الأسيوية، في حالة الإضراب عن العمل أو العصيان أو الامتناع عن أداء الشغل، أو فض احتجاج عمالي. إذ تُعد “عادية”، حسب مفهومهم.
وأضاف المتحدث، أن حراس الأمن الخاص عند الأسيويين، وخصوصا في المعامل الصناعية الصينية، يكتسبون “صفة ضبطية” تخول لهم التدخل العنيف.
وكذا استعمال القوة في الحالات التي يرون أنها تستدعي ذلك، وبالتالي فإن هذا الحادث سيفتح جبهة جديدة من الجدل الحقوقي في الأوساط النقابية.
وعزا المصدر المطلع، تدخل حارس الأمن الصيني اتجاه العامل المغربي. بأنه جاء بعد رفض الامتثال لتعليمات رؤساءه في العمل.
وحاول العربدة في بوابة الشركة الصناعية، وعندما باءت محاولات ودية لإقناعه بالمغادرة. تم استخدام القوة في حقه.
الحادث يكشف المستور خلف الجدران !!
يفترض في الاستثمار الأجنبي الاستفادة من الامتيازات والتحفيزات الضريبية، في المناطق الحرة والمناطق الصناعية بمختلف جهات المملكة، مقابل توفير فرص شغل لليد العاملة المحلية المؤهلة.
لكن المفاجأة المدوية، حسب المعطيات الحصرية التي توصلت بها جريدة “إيكوبريس” الإلكترونية، من مصادر مسؤولة جد مطلعة، هي استعانة الشركة الصينية بنسبة عالية من إجمالي المستخدمين واليد العاملة، بما فيهم الوظائف التي لا تحتاج إلى مؤهلات علمية وتقنية عالية، كحراس الأمن الخاص.
وقدرت المصادر المطلعة نسبة اليد العاملة الصينية في المصنع المختص ف إنتاج إطارات مطاطية للسيارات. أنها تتعدى 70 بالمائة، بما في ذلك أعوان حراس الأمن الخاص.
وأكد المصدر ذاته، أن الهدف من توطين الاستثمارات الأجنية في المناطق الصناعية، هو تشغيل اليد العاملة المحلية، أما رخص تشغيل الأجانب فيجب أن تقتصر على الأطر العليا ذوي الخبرة الممتدة في الشركة.
وأشار المصدر إلى ضرورة فتح تحقيق ومعرفة لماذا تشغل الشركة الصينية، أعوان حراس الأمن الخاص من بلد أجنبي، عوض المغاربة؟
منطقة محظورة على أعوان الداخلية !!
في معرض تقصي جريدة “إيكوبريس” الإلكترونية، والتحري عن مزيد من التفاصيل حول الشركة الصينية، ومحاولة معرفة ظروف العمل بها، وما إذا كانت سجلت بها حالات احتقان اجتماعي في أوقات سابقة.
قالت مصادر مأذونة، إن عناصر الأمن الخاص في المنطقة الصناعية طنجة- تيك، سبق لهم أن منعوا أعوان السلطة، من أجل الولوج إلى داخل المنطقة في مناسبة تسجيل توترات اجتماعية، بنفس الشركة الصينية، خلال الشهر الماضي.
وعللت المصاد قرار المنع، بأن المنطقة الصناعية تخضع لسلطة خاصة وتتولى شركة للأمن الخاص تنفيذ التعليمات الإدارية، والقيام بالراقبة والرصد والتتبع.
حادث السحل يُخلف استنفارا أمنيا وسخطا شعبيا
دخلت السلطات الأمنية على خط الفيديو، وباشرت تحرياتها وتحقيقاتها الأولية في شأن الحادث تمهيدا لفتح بحث قضائي مرتقب، وذلك في غضون الساعات المقبلة.
أما على الصعيد الشعبي، فقد شهد التفاعل مع الحادث تعاطفا كبيرا مع العامل المغربي، وطالبوا بمحاسبة رجل الأمن الخاص الأسيوي الجنسية.
كما تعالت بعض الأصوات مطالبة بفتح تحقيق معمق حول ظروف العمل داخل الشركة الصينية. والتحري بشأن التصريحات الصادر عن بعض التعليقات، والتي يزعم أصحابها أنهم يشتغلون بنفس الوحدة الصناعية.
Discussion about this post