لم يعد يفصل سوى شهرين ونصف على انطلاق أكبر فعالية سيشهدها المغرب خلال سنة 2025. ويتعلق الأمر بمعرض “جيتكس أفريقيا- المغرب 2025”. معرض ينعقد تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل 2025 بمدينة مراكش.
ويتم تنظيم هذا المعرض تحت إشراف وزارة الإنتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وبشراكة مع وكالة التنمية الرقمية (ADD). وذلك تجسيدا لريادة المغرب في المجال الرقمي والابتكار التكنولوجي. هو تنظيم خصصت له صفقة ضخمة بقيمة 120 مليون درهم (12 مليار سنتيم).
صفقة تثير السخط
هي صفقة أسالت منذ إطلاق طلبات عروضها لعاب كبرى شركات تنظيم الفعاليات. وسرعان ما تحول ذلك إلى حملة انتقادات واسعة حول مدى أهلية الشركة الفائزة بالصفقة لتنفيذ مشروع بهذا الحجم. خاصة أن الشركة لم تبدأ نشاطها في تنظيم الفعاليات إلا في يوليوز 2023. وهي شركة مغربية عاملة في مجالي الاستشارات وتوريد المعدات التقنية.
تفويض الصفقة وضع الوكالة المغربية للتنمية الرقمية (ADD)- التي يديرها محمد الإدريسي الملياني، القائمة على الصفقة- في قلب زوبعة قوية من الانتقادات والاتهامات. زوبعة انتهت بالإعلان عن إلغاء الصفقة لتفتح بعدها العروض من جديد فتظفر بالصفقة شركة معروفة.
سياق مضطرب
ويأتي جدل الصفقة هذا في سياق مضطرب تعيشه وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بعد التعديل الحكومي الأخير. تعديل أفضى إلى تغيير حاملة هذه الحقيبة، غيثة مزور، لتحل محلها أمال السغروشني، التي وجدت الوكالة على صفيح ساخن في وسائل الإعلام المغربية، خصوصا بسبب استغلال القرابة في تفويت الصفقة الأولى.
هو تغيير لم يقتصر على رأس الوزارة فقط، وإنما طال أيضا عددا من موظفي الوزارة. وكان على رأس التغييرات الكاتبة العامة، سارة العمراني، التي قدمت استقالتها في ظروف غريبة. فقد كانت أقوى سيدة في الوزارة، وصديقة للوزيرة السابقة مزور.
كما غادرت، حسب ما تداولته وسائل الإعلام، مديرة الديوان السابقة بالوزارة مقعدها لتتوظف مباشرة في شركة “أورال’. وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول سرعة التوظيف هذه.
وعصفت تغييرات ما بعد التعديل الحكوني أيضا بأمل علمي، رئيسة قسم التواصل، والتي كانت تمثل الوزارة في صفقة “جيتيكس” وتوقع إلى جانب وكالة التنمية الرقمية، فانتقلت إلى قسم الأمازيغية. انتقال جعل منصبها بقسم التواصل فارغا إلى اليوم. كما لم تعين الوزارة لحد الآن أي ممثل لها ليوقع على صفقات وعروض “جيتكس”.
هي تغييرات وتعديلات عدة شهدتها هيكلة وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بعد التعديل الحكومي. تغييرات صارت موازية لصفقة “جيتكس 2025” ومقترنة بها في خضم الجدل والانتقاد من طرف مختلف المهنيين والفاعلين ومتابعين الرأي العام. ويبقى جواب السؤال الأوحد والحقيقة ضائعين وسط زوبعة الأخبار والاتهامات.
مستقبل ضبابي وتوجه نحو الإلغاء
بعد الورطة التي وقع فيها مدير وكالة التنمية الرقمية، محمد الإدريسي الملياني، تصاعدت أصوات جمعيات حماية المستهلك، وجمعيات حقوقية تعنى بالدفاع عن المال العام، مطالبة بإلغاء معرض جيتكس إفريقيا، بالنظر إلى تحوله إلى بقرة حلوب يتصارع حولها العارفون بمبدأ من أين تؤكل الكتف، بما فيهم ذوي القربى من الماسكين بزمام شؤون الإدارة.
وقالت مصادر مقربة من وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، الحاصلة على دكتوراه في تكنولوجيا المعلومات، تتجه لإلغاء معرض جيتيكس، بسبب كثرة المشاكل المترتبة عن الإجراءات التنظيمية، والصراع على الصفقات وعدم جدوى المعرض من الأصل على صورة المملكة.
من ناحية أخرى، طالبت مصادر نقابية من داخل الوزارة، بعزل المدير العام محمد الإدريسي الملياني، بعد سلسلة فضائح إلغاء الصفقات المتعلقة بتنظيم جيتيكس إفريقيا، المقرر انعقاده بمدينة مراكش.
Discussion about this post