إيكو بريس –
بقلم حسن بويخف
مهما أحصى مصطفى_بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، من الإجراءات الحكومية لتطويق التضخم في المغرب، فإن المواطن له مقياسه اليومي المباشر لقياس التضخم الحقيقي لا “المكتبي”، وهو مقياس حرارة أسعار المعيش اليومي.
وحديث الوزير عن تراجع التضخم في المغرب من خلال الأرقام وأسماء البرامج والميزانيات المرصودة لها، لا يمكن بحال أن يتحول إلى مخدر يمنع المواطنين من الإحساس بألم الاكتواء بنيران الأسعار، أو نسيان حرائق الأسعار التي التهمت جيوبهم.
المفارقة في هذا الأمر أن الناطق باسم الحكومة اختار أن يقصف مسامع المغاربة بخطاب التقليص من التضخم خلال أيام التشريق، حيث ما يزال المواطنون يتجرعون مرارة غلاء الأضاحي بشكل غير مسبوق في تاريخ المغرب، وفي ظل برامج خصصت لها الحكومة ملايين الدراهم لدعم استيراد الأضاحي، تبين في الأخير أن أكبر المستفيدين منها هم المستوردون، أو “الشناقة الجدد” كما سماهم البعض.
إن المحك الحقيقي لحكومة الدولة_الاجتماعية هو المعيش اليومي للمواطنين، وما لم يجد المواطن الأمن في هذا المستوى فلا جدوى من الكلام عن الدولة الاجتماعية مهما كثرت برامجها وتنوعت.