إيكو بريس من طنجة نظمت الهيئة المغربية للمقاولات التي يوجد مقرها بطنجة، ندوة تشاورية مساء الجمعة 25 شتنبر، لمناقشة موضوع “قانون المالية المقبل وانتظارات الفاعلين في قطاع التجارة”، بمشاركة الفاعل الاقتصادي يحيى المدني، رئيس منظمة التجار الأحرار، وعبد اللطيف أفيلال رئيس سابق لـ ccistta، والنائب الخامس لعمدة مدينة تطوان، ومصطفة بن عبد الغفور، النائب الأول لرئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الشمال، والحبيب أكشور، الكاتب العام لفدرالية الجمعيات المهنية والتجارية والحرفية بالمغرب. يحيى المدني رئيس منظمة التجار الأحرار، وفاعل اقتصادي بجهة طنجة، سجل تضرر القدرة الشرائية للمواطن وتراجع نفقات الأسر الخاصة بالاستهلاك، خلال السنة الحالية بسبب تداعيات جائحة كورونا وشهور الحجر الصحي، مؤكدا أن تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية انعكست سلبا على أصحاب المحلات التجارية. وانتقد المدني منافسة أسواق المساحات الكبرى التي قال إنها في الدول المتقدمة تتواجد خارج المدن بـ 15 كيلومتر على الأقل حتى لا تلحق أضرارا بتجارة القرب وأصحاب المحلات، ومن جهة أخرى يظل انتعاش القطاع الغير المهيكل خارج الرقابة يكبد القطاع التجاري خسائر فادحة. أما مصطفى بن عبد الغفور، رئيس منتدى التاجر بطنجة، فأبدى استياءه من تجاهل الحكومة للقطاع التجاري، مستشهدا باعتراف الوزير الوصي على قطاع التجارة مولاي حفيظ العلمي، في المناظرة الوطنية للجبايات، صرح على أن الحكومات المتعاقبة لم تولي لقطاع التجارة أية أهمية، وبالتالي ظل هذا القطاع غير محظوظ، واللوم يقع على المسؤولين المتعاقبين، وجزء من المسؤولية تعود لأسباب ذاتية أدت إلى تراكم سنوات من المشاكل اليومية. الحبيب أكشور، كاتب عام فدرالية الجمعيات المهنية والتجارية والحرفية بالمغرب، فقال إن موالين الحوانيت اصطدموا خلال فترة الجائحة بالبيروقراطية الإدارية مع المؤسسات البنكية التي ظلت تتهرب من قبول طلبات أصحاب محلات التجارة، بل ووضعت في طريقهم العقبات لعدم تمكينهم من قروض برنامج انطلاقة وبرنامج أوكسيجين. وتأسف المتحدث على تعامل الدولة بالتمييز مع القطاعات الإنتاجية حيث تعطي أفضلية للفاعلين في القطاع الصناعي على حساب الفاعلين في قطاع التجار، حيث كانت أغلب التدابير والقرارت المتعلقة بتبسيط الإجراءات للعودة للعمل بعد شهور الحجر الصحي، والدعم المباشر والضمانات والتمويلات نسبة كبيرة استحوذ عليها القطاع الصناعي تحت ضغط الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في حين بقي التجار معتقلين بالشيكات بدون رصد يواجهون مصائر مجهولة. من جانبه، عبر عبد اللطيف أفيلال، رئيس الهيئة الاستشارية مع الفاعلين الاقتصاديين بجهة الشمال، عن غضبه من تعثر طلبات الاستفادة من برنامج إقلاع وأوكسيجين، مؤكدا على أن التاجر يؤمن السلم الاجتماعي بالبلد، لكن البنوك مع الأسف تتنصل من التعامل معه، وتحرمه من برامج الدعم والقروض، على الرغم من أنهم مهددون بالسجن جراء تراكم الكريديات. وأكد أفيلال على أهمية التاجر الصغير، ومحلات القرب، مبينا دورها الاقتصادي والاجتماعي الكبير، فهي من جهة تخلق فرص الشغل لليد العاملة، ومن جهة صمام أمان الوضع الاجتماعي، مناشدا الحكومة بحماية مول الحانوت وإنقاذه من الإفلاس. وكان رئيس الهيئة المغربية للمقاولات، رشيد الورديغي، نبه إلى غياب الدولة عبر مؤسساتها وإداراتها، أو أن تدخلاتها محدودة ومحتشمة لا تصل إلى معالجة مشاكل قطاع التجارة من جذورها، في وقت يتكبدالتاجر الخسائر تلو الأخرى، وصلت بالكثير نحو افقدان مصدر أرزاق أبناءه، في المقابل تنتعش تجارة الشركات الكبيرة وتضاعف أربحاها على حساب ضعف التاجر الصغير. ]]>