والي طنجة يؤكد انحيازه لنبض الشارع في قضية “سور المعكازين”
في خطوة تعكس تفاعلا مسؤولا مع نبض الشارع، خرج والي جهة طنجة تطوان الحسيمة بتصريح حاسم يعبّر عن رفضه للأشغال الجارية بساحة سور المعكازين.
وأكد الوالي على عدم رضاه عن مآل هذه الساحة، معبّرا بوضوح عن استيائه من التغييرات التي طالت أحد أبرز رموز الذاكرة البصرية لمدينة طنجة.
والي طنجة يؤكد انحيازه لنبض الشارع في قضية “سور المعكازين”
ويأتي تصريح الوالي كتتويج لأصوات المواطنين الصادقة التي ارتفعت خلال الأسابيع الماضية. التي نادت بإعادة النظر في أشغال وصفت بـ”غير المفهومة”، ومثيرة للقلق لدى شرائح واسعة من الطنجاويين.
ولم يكن تأكيد الوالي مجرد موقف شخصي، بل مؤشر قوي على أن النقاش العمومي حين يكون راقيا ومسؤولا قادر على إحداث تغيير ملموس.
ويعزز هذا الموقف الثقة في المؤسسات المحلية، ويشكل سابقة إيجابية تُحسب لصالح المسؤولين الذين يصغون بإمعان لصوت الشارع.
ساحة المعكازين.. رمز لا يُمس
ولطالما اعتُبرت ساحة سور المعكازين فضاء رمزيا يختزل جزءا كبيرا من الذاكرة الجماعية لطنجة. ومن هنا، جاءت الحملة المدنية دفاعا عن هذا الفضاء، لتكون تعبيرا عن ارتباط وجداني ومواطن بحضارة المدينة وملامحها.
ورغم ما تعرضت له من تشويش ومحاولات للتشكيك، فإن هذه الحملة أثبتت صدقيتها. وخاصة بعد أن تجاوب معها المسؤول الأول في الجهة.
رسالة للجهات المُنفذة: المواطن شريك لا متفرج
واعتبر عدد من المتتبعين أن ما حدث اليوم ليس انتصارا رمزيا فحسب.. بل هو رسالة واضحة إلى كافة الجهات المشرفة على أوراش الأشغال العمومية بطنجة، بأن المواطن لم يعد متلقيا صامتا، بل فاعلا ومراقبا وشريكا أساسيا في حماية هوية مدينته.
ويرى الفاعلون أن هذا التوجه يجب أن يمتد إلى كل المشاريع، من تبليط الشوارع إلى ترميم الساحات وتجهيز الفضاءات.
لا مكان للمزايدات
وفي مقابل ذلك، حملت الرسالة ذاتها ردا ضمنيا على محاولات التشويش التي طالت الحملة، سواء من جهات حاولت نسبها لنفسها، أو من أخرى سعت لركوب الموجة لتصفية حسابات سياسية أو شخصية. فالرسالة كانت واضحة: “طنجة لا تُساوَم، وساكنتها أوفياء لكل مسؤول يشتغل بصدق ونزاهة”.
وفي هذا السياق، أكد الفاعلون المدنيون في تدوينات متفرقة أن ما تحقق اليوم ليس سوى بداية مسار طويل من اليقظة والتتبع. وأن اليد لا تزال ممدودة لكل مبادرة صادقة تصب في خدمة المدينة ومكانتها. فطنجة، كما يقول الناشط زكرياء أبو النجا، “تستحق الأفضل، وتستحق منا أن نكون على قدر حبنا لها”.
ذات صلة:
ردا على الجدل حول إصلاح ساحة “سور المعكازين”.. مصدر رسمي يوضح
ساحة فارو أو سور المعكازين الشهيرة بطنجة ترى النور في حلة جديدة
Discussion about this post