إيكو بريس هيئة التحرير –
منذ الإعلان الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، عن اعتماد ترشيح ملف وحيد لتنظيم بطولة كأس العالم للأمم نسخة 2030، والمتعلق بالملف الثلاثي المشترك بين المغرب إسبانيا والبرتغال، تحول اهتمام المواطن المغربي من متابعة قضية إعادة النظر في مدونة الأسرة التي شغلت الرأي العام بعد أسبوعين من فاجعة الزلزال، إلى مناقشة هذا الملف الرياضي.
وفي العموم عمت فرحة عارمة وسط الجمهور الرياضي المغربي، الذي عبر عن ذلك في تدوينات وتغريدات وتعليقات عبر منصات التواصل الاجتماعي فايسبوك، تويتر، تايكتوك… في مقابل فئة أخرى من الجمهور لا ترى في تنظيم كأس العالم أولوية.
وأيا كانت الآراء بخصوص الموضوع، إلا أنها إعلان الملك محمد السادس لهذا الخبر عبر بلاغ الديوان الملكي، عكس مرة أخرى تلاحم القصر والشعب في خوض تحدي جديد يتطلب جدية عالية المستوى لنكون في مستوى الجاهزية المطلوبة، في مثل هذه التظاهرات الرياضية.
ولولا التقييمات الإيجابية التي حصلت عليها المملكة من خلال تنظيمها تظاهرات رياضية كبيرة خلال السنوات الماضية، لما حضيت بثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، حيث أن الملاعب المرشحة لاحتضان النهائيات في حالة مهدمة في إطار إعادة تأهيلها وفق مواصفات مضبوطة جدا، ويتعلق الأمر بملاعب طنجة الرباط و الدار البيضاء.
ولمن كانت ذاكرته قصيرة، لابأس من تذكيره بأن مساعي المملكة ورغبتها في تنظيم العرس العالمي لكرة القدم، يعود إلى بداية الألفية حينما ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم نسخة 2010، وخسر القرعة سنة 2004 أمام مناقشته جنوب إفريقيا بعدد قليل من الأصوات من أعضاء فيفا.
حينها كانت المملكة أطلقت أوراشا تنموية في المدن الكبرى من أجل النهوض بالبينات التحتية من طرق وسكك حديدية ومواصلات وأماكن الضيافة، وتجهيزات رياضية، ترفيهية وصحية، وقد كانت الأوراش في بدايتها لذلك حازت على تنقيط ضعيف خصوصا في مرافق وتجهيزات قطاع الصحة.
لكن منذ ذلك التاريخ، وإلى اليوم انتهت مشاريع عديدة واكتملت أوراش كثيرة ومازالت أخرى متواصلة في سعي حثيث نحو تحديث حواضر المملكة ومدنها الكبرى، وفي أذهان صناع القرار الرياضي رهان تنظيم كأس العالم المنتخبات.
وتأججت الرغبة أكثر بعد تجربة تنظيم مونديال الأندية حيث نجحت المملكة المغربية في استقبال نسختي 2014 و 2014 في مدن أكادير مراكش والرباط، وقد مرت البطولة في ظروف ممتازة حسب تقييم محللي كرة القدم، قبل أنتستقبل أرض المملكة نسخة 2022 التي فاز بها ريال مدريد في نهائي مثير بالعاصمة الرباط ضد الهلال السعودي.
فقد أظهرت التجربة الأخيرة التي نظمت شهر فبراير الماضي بين طنجة والرباط، اكتساب المملكة للخبرة والجاهزية في تنظيم تظاهرات دولية يحضرها جمهور غفير، من أنصار أندية البلدان المشاركة.
وبعد المسيرة الحافلة لمساعي المملكة الترشح لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وبعد الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس في مونديال قطر، ألا تستحق المملكة المغربية استضافة العرس العالمي، خصوصا وأنه سيجمع قارة أفريقيا وأوروبا في ثلاث بلدان بتنظيم مشترك.
وكان بلاغ للديوان الملكي أعلن عن الخبر، حيث جاء فيه: “يزف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بفرحة كبيرة للشعب المغربي خبر اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإجماع، لملف المغرب – إسبانيا – البرتغال كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم.
ويمثل هذا القرار إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى.
وبهذه المناسبة، أعرب جلالة الملك عن تهانئه لمملكة إسبانيا وجمهورية البرتغال، مجددا جلالته التأكيد على التزام المملكة المغربية بالعمل، في تكامل تام، مع الهيئات المكلفة بهذا الملف في البلدان المضيفة.