إيكو بريس- ابتسام خزري
بعد يومين من الصمت المطبق، خرج المسؤولون في وزارة الصحة بالجهة للحديث عن قضية “خزانات الأوكسيجين في مستشفى دوق طوفار”، ففي الوقت الذي أكدت مصادر مهنية وطبية حقيقة حادث عطل تقني في خزان الأوكسيجين وانقطاع الإمدادات عن المرضى الذين يرقدون في أسرة الإنعاش والعناية المركزة، لمدة تخطت ساعة من الزمن على الأقل، تقول مصادرنا. لكن إدارة مستشفى دوق دو طوفار في طنجة، نفت اليوم الاثنين، نفيا قاطعا ما تداولته بعض المنابر الإعلامية الإلكترونية، أمس الأحد، حول وفيات مرضى كوفيد 19 بسبب نقص في مادة الأوكسجين.
وإذا لم يكن حدث أمر جلل كما تدعي المديرية الجهوية لوزارة الصحة، فلماذا حضر والي الجهة محمد امهيدية، في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف ليلة السبت الماضي؟؟ ما الذي حمل أكبر مسؤول ترابي في الجهة إلى عين المكان في ذلك التوقيت المتأخر من الليل؟؟ ولماذا أيضا ساد الارتباك والاستنفار في المستشفى ساعتها؟ بل إن شهودا قالوا بأن الوالي مهيدية استشاط غضبا على مسؤولي الشركة المكلفة بصيانة خزان الاوكسيجين وأمر بفتح تحقيق وتحديد المسؤوليات!
أكثر من ذلك استنكرت إدارة مستشفى دوق دو طوفار، في بلاغ لها توصلت “إيكو بريس” بنسخة منه، بشدة ما وصفتها الادعاءات الزائفة التي اعتبرت أن من شأنها أن “تزرع الخوف والهلع وعدم الثقة لدى المرضى وذويهم، كما من شأنها أن تحبط المجهودات التي تبذلها الأطقم الطبية والتمريضية والتقنية الذين هم في غنى عن هذه التصرفات خصوصا في هذه الظرفية الصعبة في مواجهة هذه الجائحة”.
وأبرزت الإدارة المعنية أنه، وعلى العكس من ذلك، فإن المستشفى عرف عميلة تثبيت خزان ثان للأوكسجين ذو سعة أكبر من أجل دعم البنية التحتية لتزويد جميع المصالح الاستشفائية بهذه المادة الحيوية، وذلك تحسبا لأي طارئ.
وأشارت أن عملية التثبيت هاته قد تمت بحضور الشركة المناولة والطاقم البيوطبي للمركز الاستشفائي الجهوي، في احترام تام لشروط السلامة والحفاظ على ظروف الاستشفاء والعلاج.
في هذا الصدد، أشار المستشفى الجهوي أن الوفيات المسجلة، وعددها ثلاث وفيات، قد كانت نتيجة لمضاعفات مرض كورونا، وليس لها أية صلة بأي نقص في مادة الأوكسجين.
لكن ما لم يجب عنه البيان الموقع باسم إدارة “دوق دي طوفار”، علما أن الدكتور التيوري مدير المستشفى مصاب بوعكة صحية منذ مدة ألزمته إجازة مرضية، هو ما حقيقة وقوع عطب تقني في خزان الأوكسيجين؟؟ لماذا قفز بلاغ المديرية الجهوية لوزارة الصحة على المعطيات الحقيقية، واتجه إلى تعويم النقاش بالحديث عن الأطقم الطبية والتمريضية والبيوطبية والتقنية؟ من قلل من جهودهم أصلا؟ بل على العكس من ذلك عموم المغاربة يحيونهم بحرارة عالية وينوهون بجهودهم المتواصلة منذ بداية الجائحة.
ثالثا ألا يعلم المسؤولون الجهويون في وزارة الصحة أن الجهة التي تقوم بتركيب وتثبيت المعدات البيوطبية والتجهيزات الطبية هي شركات متخصصة تحصل على صفقات سمينة من المال العام؟؟ وبالتالي من الواجب محاسبتها والتدقيق في جودة خدماتها ومدى مطابقة المشتريات مع المعايير المتفق عليها في دفاتر تحملات طلبات العروض؟؟؟
أخيرا وعوض أن يقف المسؤولون في مديرية وزارة الصحة بجهة طنجة على تنوير الرأي العام لتوضيح ملابسات حادث حضر عليه شهود من المهنيين والمصالح الخارجية، والذين استمعت صحيفة “إيكو بريس” إلى شهاداتهم المتطابقة، وأيضا إخبار الرأي العام ما إذا كان سيفتح تحقيق في شأن مدى احترام الشركات الفائزة بصفقات المعدات، فإنه على العكس من ذلك قام المسؤولون في وزارة الصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، يدافعون عنها بشكل غير مباشر عوض تسمية الأشياء بمسمياتها.