نقّاشات على قارعة الطريق بطنجة.. مهنة نسائية بين مطرقة العشوائية وسندان الإقصاء
باشرت السلطات المحلية بالملحقة الإدارية الرابعة في مدينة طنجة، خلال الأيام الأخيرة، حملة ميدانية همّت كورنيش المدينة وساحة فارو ومحيط سور المعكازين. وذلك بهدف تحرير الفضاء العمومي من مظاهر الاستغلال العشوائي التي تشوّه جمالية الفضاءات السياحية.
نقّاشات على قارعة الطريق.. مهنة نسائية بين مطرقة العشوائية وسندان الإقصاء
وشملت الحملة حجز عدد من الطروتينات والعربات المتنقلة وبسطات بيع الذرة. بالإضافة إلى توقيف عدد من “النقاشات” اللواتي كنّ يمارسن نشاطهن فوق كراسي بلاستيكية على أرصفة سور المعكازين. وذلك في مشهد بات يتكرر بشكل يومي في أحد أكثر فضاءات المدينة رمزية.
ورغم مشروعية التدخل الذي يستند إلى ضرورة احترام القانون وتنظيم الفضاء العمومي، فإن الطريقة التي تُمارَس بها هذه المهنة النسائية تطرح تساؤلات عميقة حول المقاربة المعتمدة في تدبير هذا الواقع.
ويعتبر جلوس نساء، بعضهن مُعيلات لأسر، على الأرصفة وتحت الشمس، لا يليق بجوهر المدينة. ولا يعكس ثقافتها الحضرية المتجذّرة.. بل يستحضر مشاهد أسواق البوادي البسيطة، حيث يغيب التأطير وتنتفي الكرامة المهنية.
غير أن الحل، حسب عدد من المتتبعين، لا ينبغي أن يكون عبر الإقصاء أو الطرد، بل في توفير فضاءات مهيكلة ومؤهلة تضمن لهؤلاء النسوة ممارسة نشاطهن ضمن شروط تحفظ كرامتهن وتنسجم مع هوية طنجة كمدينة ذات طابع سياحي وثقافي.
مقترح تخصيص فضاء خاص بـ”النقاشات”
وهنا يبرز مقترح تخصيص فضاء خاص لهن تحت ساحة سور المعكازين. ويُهيأ بشكل يحترم المعايير المهنية والجمالية، ويشكل نقطة جذب بدل أن يكون موضع إشكال.
ويأمل فاعلون جمعويون ومهتمون بالشأن المحلي أن تُعتمد مقاربة إدماجية، تأخذ بعين الاعتبار الطابع الإنساني والاجتماعي لهذه المهن. وتعيد التفكير في السياسات المحلية من زاوية توازن بين التنظيم والتمكين، وبين القانون والعدالة المجالية.
ذات صلة:
مهندس معماري لإيكوبريس: هذا ما ينقص ترميم سور المعكازين بطنجة
ردا على الجدل حول إصلاح ساحة “سور المعكازين”.. مصدر رسمي يوضح
Discussion about this post