إيكوبريس من طنجة-
يعيش موظفو الدولة في المغرب هذه الأيام أحلك فترات السنة، متضررين أشد الضرر من تبعات تعجيل الحكومة (تبياع العجل) بصرف أجرة يونيو حتى تعينهم على شراء أضحية العيد، وتجعلهم مقابل ذلك ينتظرون مرور 60 يوما كاملة لاستلام أجرة يوليوز.
وهكذا وجد الموظفون أنفسهم، على حين غرة، تحت رحمة شهر جديد لا قبل لهم به، يسمى شهر يونيوز الذي يضم 60 يوما بضم يونيو إلى يوليوز، وأمام موعد مع دخول التاريخ من بوابة غينيس للأرقام القياسية. ولتعنون الصحف العالمية بالخط العريض: “حكومة المغرب تخترع أطول شهر في العالم!”
وفي رواية أخرى يعني شهر يونيوز أن تضم اليد إلى الأخرى وتعقدهما وراء ظهرك، كناية إلى انعدام حيلتك، وقصر ذات اليد بعدما شارفت أجرتك على الانتهاء، إن لم تكن انتهت فعلا، في ظل استنزاف أضحية العيد قدرا كبيرا منها.
ولو أن الحكومة خصصت للموظفين منحة العيد، خاصة المعلمين منهم لتخفف عنهم أعباءه الثقيلة، وما ساقت لهم محنة التعجيل بصرف أجرة يونيو؛ لكان أجدى وأنفع، بيد أن واقع الحال لا يتكلم إلا بلسان المحنة والمعاناة وهلم جرا وجرجرة لا يعلمها إلا الله.
ولا عجب، والحال كهذه، أن تتلقى اتصالا من صديقك الموظف المزرف، وهو يعرض عليك حذاء، أو قميصا، أو سروالا، متفننا في إبراز جودتهم، متفوقا على أصحاب محلات الملابس الذين غزوا مواقع التواصل بفيديوهاتم، وكل هذا حتى يتحصل على عائدات مالية تخفف عليه الخناق الذي كاد يكتم أنفاسه إلى الأبد…