مهنيو النسيج متذمرون من تدبير أنس الأنصاري لجمعية AMITH

إيكو بريس من الدار البيضاء –

منذ مجيئه لرئاسة الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، قبل عامين ونصف تقريبا لم يقدم أنس الأنصاري الرئيس الجديد خلفا لمحمد بوبوح ما كان منتظرا منه من طرف المهنيين.

وعبر مهنيو النسيج والألبسة بمدن الدار البيضاء طنجة وسلا، عن تذمرهم واستيائهم الشديد من مقاربة أنس الأنصاري، التي تعتمد على بناء “بروفايله” الخاص الذي تحركه أطماع ومٱرب سياسية عوض الاشتغال على قضايا المصلحة العامة.

عكس الدينامية التي كانت عليها الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة في فترة محمد بوبوح، فإن تولي أنس الأنصاري رئاسة الجمعية لم يزد المهنيين سوى عزلة وتراجعا سواء من حيث الإنتاج والتصدير، ذلك أن رهان صناعة “الماركات المغربية” لا زال يراوح مكانه حيث باءت هاته التجربة بالفشل ومازال القطاع يعتمد على المناولة عوض إنتاج الماركات المغربية.

يستفيذ الأنصاري أنس من سمعة ومكانة أبيه الأستاذ محمد الانصاري المحامي و البرلماني السابق وعضو المحكمة الدستورية حاليا.

تسيير بيروقراطي للجمعية

منذ مجيئه عرفت الجمعية تراجعا في أنشطته النوعية التي كانت تنظمها في السابق على مستوى الجهات، حيث عرفت في السنة الماضية والحالية تفرق أعضاءها المنتسبين، ورفضهم تسديد واجبات الانخراط، بشكل متعمد احتجاجا على السياسة البعيدة كل البعد على مشاكل وإشكالات المهنيين.

ورغم أن الرئيس أنس الأنصاري يشتغل في هذا القطاع منذ سنة 1993، وهو خريج المدرسة العليا لصناعة النسيج والالبسة بفرنسا و صاحب شركات متعددة في قطاع النسيج والالبسة، لكن تدبيره للجمعية عرف تراجعا ملحوظا مقارنة مع فترة محمد بوبوح التي تميزت بالدينامية والترافع القوي على قطاع النسيج بشراكة مع المهنيين.

وفي الوقت الذي تتغول فيه مجموعة أنديتكس الإسبانية على شركات الخياطة في المغرب، فإن أنس الأنصاري حسب المهنيين الذين تحدثوا لصحفة إيكوبريس لم يعقد أي لقاء معهم للانصات إليهم، والتشاور ودراسة الحلول المملكنة للنهوض لالقطاع.

هكذا يظل القطاع متخلفا و مرتهنا إلى صناعة المناولة عوض أن يرتقي للإنتاج النهائي، بحيث تعجز المملكة عن صناعة الإبرة والخيط والثوب، وترتهن فقط للاستيراد، إذ رغم مبادرة الوزير الاستقلالي رياض مزور تشجيع الصناعة المغربية عبر “صنع في المغرب، لكن جمعية لاميث لم تكن في مستوى التطلعات، وتركت منتسبيها يواجهون مصيرهم وتحدياتهم بشكل فردي.

وقالت مصادرنا، إن السنوات الظأخيرة تشهد إغلاق وحدات صناعية والبقية الصامدة تشتغل في ظروف صعبة جدا، كما هو الحال في مدينة سلا فاس مكناس، ومدينة طنجة، حيث يشتكي المهنييون من تضخم نفقات الإنتاج وتضائل هامش الأرباح، باستثناء الشركات الكبرى.

فمنذ عامين تقريبا والجمعية المغربية للنسيج والألبسة في وضعية شبه مشلولة من حيث الأنشطة ومن حيث الترافع على قضايا المهنيين لدى صناع القرار والقطاع الوزاري المعني، باستثناء الاشتغال على قضايا خجولة وفئوية تعني الرئيس نفسه ومن يدور في فلكه.

معارض النسيج لأخذ الصور ثم الانصراف

قال عدد من أرباب الشركات المصنع للملابس الجاهزة، إنهم قرروا مقاطعة المعرض المنظم هاته السنة في الدار البيضاء، حيث أكدوا أن المعارض التي تنضم في عهد أنس الأنصاري تحولت إلى مجرد مناسبات فلكلورية تعقد فيها أروقة لعرض المنتوجات لكن من دون أن يكون لها أي أثر على الدفع قدما بتنافسية القطاع، ومقارنة مع المعارض التي تنظم في إيطاليا وفرنسا والبرتغال تركيا ومصر، فقد لامس المهنييون فروقات كبيرة بين محتوى المعارض في الدول الأجنبية وبين المعارض التي تقام في المغرب، حيث تشبه الأعراس السياسية لا أكثر.

ف عوض ان تكون المعارض فرصة للخروج بتوصيات وقرارات تسائل الحكومة عن مجهوداتها للنهوض بالقطاع المتدهور، رغم أنه يشغل نسبة هامة من اليد العاملة، إلا أنه خلال المعارض السابقة يتم استدعاء الوزير وأخذ الصور في قص شريط الافتتاح، مع ابتسامات موزعة يمسنا وشمالا، وكأن المهنيين مشتاقين إلى الابتسامات.

ولأن أنس الأنصاري ينتمي لحزب الاستقلال، تقول مصادرنا، فإن يستغل منصبه في رآسة الجمعية لتحقيق طموحات شخصية للوصول إلى منصب في قطاع وزاري خلال الولاية الحكومية المقبلة أو التعديل الحكومي القادم، وما استمراره في لاميث إلا قنظرة لتحقيق تلك الرهانات.

كما تجدر الإشارة إلى أن معرض النسيج والألبسة يستفيد من دعم المال العام خلافا للقانون الذي لا يتيح إمكانيات الجمعيات المهنية التي يتشكل أعضاؤها من الشركات ورجال الأعمال الاستفادة من التمويل العمومي، لكن لاميث إستفادت العام الماضي من 400 ألف درهم من مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، كما يتوقع أن يستفيد من دعم مماثل هذا العام من مجلس جهة الدارالبيضاء لأن الوالي محمد مهيدية، من أصدقاء والد الأنصاري.