إيكو بريس مراسلة خاصة –
في شهر رمضان المبارك، لاحظ الناس في مدينة طنجة عودة ظاهرة التسول بشكل لافت، مما يثير التساؤلات حول مصدر هذا الكم الهائل من المتسولين والتحديات التي تواجهها الجهات المعنية بضبط الأمن والنظام في المنطقة.
المشهد المؤلم للمتسولين والمتسولات، بيتهن نساء يعترضن سبيل المصلين والمرارة يحاولن أحيانا انتزاع الصدقة تحت الإكراه، وإذا لم يستجب لهن أحد الأشخاص لسبب معين، ينعتونهبأقبح الصيفات او يدعون عليهم ، يطرح تساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة وكيفية التصدي لها.
هذا السلوك المشين، اشتكى منه عدد من المصلين في مساجد منطقة المجاهدين ومجمع قواسم، حيث توافد أعداد من محترفي التسول المدر للدخل النقدي دون القيام بأي جهد أو تعب مقابل.
العوامل الرئيسية التي ساهمت في ارتفاع أعداد المتسولين في مجمع قواسم هي أن السلطات، التي لها الحق في منع هذه الظاهرة، يبقى تواجدها بالمجمع ضعيفًا جدًا أو منعدمًا. وأن معظم المتسولين الذين يتواجدون هنا، غالبيتهم أصبحت مهنتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة وتوفير لقمة العيش اليومية.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب عوامل أخرى دورًا في تصاعد ظاهرة التسول، مثل عدم وجود فرص عمل كافية، وقلة الدعم الاجتماعي والاقتصادي للفئات الأكثر ضعفًا، وانعدام الخدمات الاجتماعية المناسبة.
من جانبها، تتحمل الجهات المسؤولة عن حفظ الأمن والنظام في مجمع قواسم طنجة مسؤولية كبيرة في التصدي لهذه الظاهرة. يجب أن تكون هناك استراتيجيات شاملة لمواجهة التسول، تشمل التوعية بضرورة عدم تشجيع هذه الظاهرة وتحفيز المتسولين على البحث عن فرص عمل حقيقية ومستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز الجهود في تقديم الدعم والمساعدة للأسر المحتاجة، بما في ذلك توفير فرص التدريب والتأهيل المهني، وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية للأطفال، للحد من انتشار ظاهرة التسول.
في النهاية، يجب أن تكون هناك جهود مشتركة ومتكاملة بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لمواجهة ظاهرة التسول ومعالجة جذورها، بهدف خلق بيئة حيوية ومستقرة للجميع في مجمع قواسم طنجة ومناطق أخرى في المملكة.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة طنجة صارت تعرف اتساع الفجوة ما بين الأغنياء والفقراء، وهو ما ينعكس سلبا على مؤشر التنمية البشرية المتدني جدا في مدينة تعتبر ثاني قطب اقتصادي في المملكة.