إيكو بريس متابعة –
رغم انشغالهم ومشاغلهم بهموم المواطنين من ساكنة مدينة طنجة، وتضحياتهم الجسيمة معهم، لدرجة أنهم يقضون الوقت بالساعات في المقاهي من أجل التفكير في تأمين ما ينفع المواطن الساكن في الأحياء التي لم تصلها أشغال التهيئة الحضرية، أو الأزقة المظلمة جراء أعطاب الإنارة العمومية، أو البحث عن حلول لمعضلة التدبير الكارثي لمرفق النفايات، أو أزمة الملك العمومي في المدينة، أو سوء التخطيط الحضري بعاصمة البوغاز التي تنمو وتوسع بها العمران بشكل يحترم مواصفات ومعايير المدن الذكية ومدن المستقبل !!
رغم كل ذلك، في إطار التزاماتهم المهنية ووفاءهم السياسي والأخلاقي مع المواطنين، فقد أبى منتخبون ومستشارون جماعيون في مجالس مقاطعات وجماعات، ومعهم موظفون في مصالح إدارية مسؤولة عن تراخيص التعمير، إلا أن يأخذوا إجازة اضطرارية لكي يتقربوا إلى الله زلفى في تلك البقاع المقدسة، في مهمة روحانية تعبدية لأداء مناسك العمرة بمناسبة شهر رمضان المبارك.
مصادر حسنة الاطلاع، قالت إن محاسن الصدف لاقت في ذاك المقام الشريف بأحد فنادقه الفخمة، والمطلة على الحرم المكي، مستشارين جماعيين وموظفين إداريين معروف عنهم أن انشغالاتهم وأولوياتهم تتقاطع فيما بينهم على مصالح المواطنين وخدمة الساكنة بمدينة طنجة، فقط لا غير، وأن كل اجتهاداتهم وحتى “خلواتهم” في رحلة السفر، لا تعدو أن تكون تندرج في نفس الاتجاه.
ولم يتأثر أولئك الموظفون ومعهم المنتخبون بغلاء أسعار تذاكر عمرة شهر رمضان، إذ أصروا على إحياء البعد الروحي مرفوقين بأحباءهم وأصدقاءهم وحتى معاونيهم في بعض الحالات، من أجل الاعتكاف وملازمة بيت الله الحرام والابتعاد عن شوشرة وعيون ذوي القربى، وفضول الفضوليين ومن تبعهم وتابعي التابعين.
بل إن أحد المنتخبين موضوع بحث في قضية تتعلق برخصة عقارية تحوم حولها علامة استفهام، وما تزال الأبحاث الأولية في مراحلها التمهيدية.
فهل يا ترى كانت مصالح التعمير والعقارات صدفة الصدف في توجه أولئك المسؤولين إلى البقاع المقدسة؟ هل كان مرتب له مستبقا في إطار وضوح الرؤية واستشراف المستقبل ؟ أم أنها مجرد صدفة الصدف ؟؟