بات معرض جيتكس يتلطخ بدماء أطفال غزة وشهدائها، وتحول من تظاهرة تكنولوجية واعدة إلى عنوان صادم للتطبيع الرقمي، بعدما أُعلن عن مشاركة شركات إسرائيلية وأخرى متورطة في دعم الاحتلال.
ووضع هذا التطور الخطير وزارة الانتقال الرقمي ووكالة التنمية الرقمية، باعتبارهما الجهتين المنظمتين للمعرض، في موقف حرج للغاية، وجعلهما وسط موجة غضب شعبي ومهني متصاعدة.
وفي الوقت الذي تُرتكب فيه جرائم بشعة بحق أطفال غزة وتُزهق أرواح المدنيين تحت القصف، يُفتح باب المشاركة أمام شركات تقف خلف آلة القتل والاحتلال، ليُصبح معرض جيتيكس ـ في أعين الكثيرين ـ موسما ملطخا بدماء الأبرياء وهدير طائرات الاحتلال.
معرض جيتكس.. عنوان مقاطعة واسعة
وفي خطوة تعبر عن موجة غضب واستنكار واسع، أعلن عدد من الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين في المغرب مقاطعتهم لمعرض”GITEX Africa 2025″، احتجاجاً على مشاركة شركات إسرائيلية وأخرى داعمة للاحتلال الإسرائيلي، في وقت تتواصل فيه المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقد تصاعدت حدة ردود الفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما على منصة فيسبوك. وعبّر مجموعة من النشطاء والخبراء عن رفضهم القاطع لاستقبال شركات مرتبطة بالجيش الإسرائيلي على التراب المغربي.
ومن أبرز الأصوات التي انضمت إلى حملة المقاطعة، خالد وخشي، عن منظمة “تمكين” المغرب. وقال في تدوينة قوية اللهجة: “أعلن مقاطعتي لـ Gitex Africa 2025… عار كبير، وخطوة تسيء لمكانة المعرض ولثوابت شعبنا”.
وأضاف أن من بين الشركات المشاركة، واحدة يقودها ضابط سابق في سلاح الجو والمخابرات الإسرائيلية، واعتبر ذلك استفزازا صريحا للشعور الجمعي المغربي والعربي.
وتبنى الخبير الاقتصادي عادل خالص نفس الموقف، حيث نشر نصا مماثلا، أكد فيه رفضه مشاركة مثل هذه الشركات. واعتبرها خطوة تتنافى مع المبادئ التي يدافع عنها الشعب المغربي تجاه القضية الفلسطينية.
ومن جهته، شدد الباحث أحمد القاري على أن: “مقاطعة GITEX2025 في مراكش واجبة ما لم يعلنوا منع مشاركة شركات كيان العدوان. إعلان موقفك ضروري”. ودعا الفاعلين إلى التعبير عن رفضهم بشكل صريح وواضح.
شركات إسرائيلية في قلب الحدث
وكشفت معطيات مؤكدة أن أربع شركات إسرائيلية ستشارك في المعرض، من بينها شركة “Waterfall Security Solutions”، المختصة في الأمن السيبراني، والتي أسسها ليور فرنكل، الضابط السابق في سلاح الجو الإسرائيلي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الأخير سبق له أن عمل على تطوير أنظمة حاسوبية للطائرات الحربية التي استخدمت في استهداف المدنيين في غزة.
ولم تقتصر الانتقادات على الشركات الإسرائيلية فقط، بل طالت كذلك شركات أمريكية كبرى متورطة في دعم البنية التحتية التكنولوجية للاحتلال.
ومن بينها “Cisco” التي توفر خدمات لنظام الفصل العنصري، إلى جانب “HPE” المرتبطة بعلاقات تزويد مباشرة مع مؤسسات أمنية إسرائيلية. و”Oracle” التي تقدم حلولا في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لصالح الجيش الإسرائيلي.
الهيئات المنظمة في مرمى اللهيب
تضع هذه المشاركة المثيرة للجدل الهيئات المنظمة للمعرض، وعلى رأسها وزارة الانتقال الرقمي ووكالة التنمية الرقمية، في موقف محرج وتحت وابل من الانتقادات، خصوصا في ظل التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، واستمرار الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء، يبدو أن معرض “جيتكس إفريقيا 2025” بات ساحة لاختراقات خطيرة، تُناقض نبض الشارع المغربي الداعم دوما للقضية الفلسطينية.
ويلطخ هذا الوضع سمعة حدث كان يُفترض أن يعكس التقدم التكنولوجي في القارة، لا أن يتحول إلى منصة لتطبيع دموي.
ذات صلة:
فضيحة… التطبيع التجاري مع إسرائيل يخترق منتدى “جيتيكس إفريقيا” بمراكش
اختراق هاكرز لـCNSS يفضح هشاشة وزارة الانتقال الرقمي ووكالة التنمية الرقمية
Discussion about this post