إيكوبريس عبد الرحيم بلشقار –
لا يخفى على عين كل متتبع للشأن الصحي كيف ينعم العالم بأجواء الحرية في التنقل الدولي، وكيف يضيق الخناق الأنفاس على المواطن المغربي سواء اللذين لهم إمكانيات للسفر السياحي نحو الخارج، أو الماكثين فوق تربة هذا الوطن دفاعا عن حوزة أرزاقهم، ذلك أن استمرار الإغلاق الجوي أصاب التجارة والصناعة التقليدية وأنشطة قطاع النقل والسياحة في مقتل.
وفي غياب أي تفسيرات تتساوق مع الاستنتاج العقلي للأشياء من حولنا، تتعزز فرضية وجود مؤامرة أو خطة خفية وراء ما هو قائم. فإما أن الدول الكبرى سياسيا واقتصاديا، طوعت أزمة جائحة كورونا لصالحها على حساب بلدان العالم الثالث والدول السائرة في طريق النمو، وإما ان هذه الأخيرة استغلت الجائحة لأغراض أخرى قد تكشف خباياها في قادم الأعوام.
ففي الوقت الذي تنكمش فيه الدول الإفريقية على نفسها خشية تفشي فيروس كوفيد 19 بين مواطنيها، فإن الأجواء الدولية بين بلدان الاتحاد الاوروبي ودول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية، مفتوحة على مصراعها أمام حركة الطيران الجوي. (انظر الصورة المأخوذة من الأقمار نهار يومه الأربعاء 26 يناير 2022).
وبينما يظهر القمر الاصطناعي لرصد حركة الطيران كيف أن بلدان العالم المتقدم استعادت الحياة بشكل عادي في مجال السفر والسياحة، ومعها حركة تنقل الأشخاص والبضائع والتحويلات المالية وانتعاش الحركة الاقتصادية، فإن القطاع السياحي بالمغرب ما يزال محاصرا مطوقا برا وبحرا وجوا من كل الجهات، ومعه ما يزال آلاف الجالية المقيمة في الخارج بدورها عالقة تنتظر مصيرا مجهولا، بينما يمرض أقاربهم ويصل الأجل لأصولهم وفروعهم دون أن يتمكنوا من السفر لعياداتهم أو توديع أحبائهم قبل أن يوافيهم، بل لا يستطيعون حتى حضور جنائزهم.
وأمام هذه الإجراءات المتباينة حدا صارخا، إذ تطبق في المملكة ومعها باقي الدول الإفريقية تدابير مشددة تطيل أمد الإغلاق حركة السفر من الداخل إلى الخارج ومن الخارج إلى التراب الوطني، يحق لكل عاقل أن يتسائل بدافع الشك الأقرب إلى اليقين المشوب بتحامل ما من جهة ما، قد تكون كيانات اقتصادية أو منظمات دولية أو لوبيات تجارة الدواء واللقاح.
ونظرا لأن معرفة الأشياء تضفي الصدور، وتطفئ نار الفضول، فإن أقل ما يطالب به المواطن المغربي من هذه الحكومة التي يقودها أصحاب المال وكفاءات الأعمال الذين لا يشق لهم غبار، فإن الرأي العام المغربي في الداخل والخارج، لا يرجو منهم معجزات خارقة في آخر الزمان، بقدر ما ينتظر منكم خطابا تواصليا واضحا صريحا ومفيدا، بخلاف التصريحات الجوفاء التي أدلى بها رئيس الحكومة عزيز أخنوش في القناة الأولى.
أما الاستمرار في نهج سياسة الإخفاء فلا تزيد سوى إثارة القلق والشك المقرون بفقدان الثقة في المؤسسات، وتدعو إلى ترسيخ اللاتصديق لكل ما يقال وما يراد إيصاله من تضخيم لأحوال الوضع الصحي، أفتحسبون أن المواطن المغربي يصدق أحجياتكم المسكوكة في نشرات القناة الأولى كل مساء ؟؟ للتأكد ما عليكم سوى مطالعة صفحات فايسبوك و تايك توك فالجواب هناك في عالم السوشل ميديا.