مصطفى الفن يكتب..حركة لكل الناشرين استنساخ لحركة لكل الديموقراطيين !!
على غرار النقاش الوطني الدائر حول فضيحة تسريبات “مجلس أخلاقيات الصحافة”، و تفاعلا مع الحدث أعاد الصحفي مصطفى الفن نشر مقال على صفحته الشخصية بموقع فايسبوك كتبه سنة 2020، يتحدث فيه عن الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، وعن كيفية تأسيسها، والشبهات الحائمة حول دورها وحجم ونفوذها. وتعميما للفائدة مع عموم قراء صحيفة إيكو بريس الإلكترونية، نعيد نشر هذا المقال لكل غاية مفيدة
بقلم الصحفي مصطفى الفن
حتى لا ننسى..
واهم من يعتقد أن الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين برئاسة السيد عبد المنعم دلمي جمعية تشبه باقي الجمعيات التي تشتغل في هذا القطاع.
الأمر ليس كذلك على الإطلاق.
وأتمنى أن أكون مخطئا في هذا الاستنتاج.
الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين بدت لي شخصيا أكبر من جمعية..
وأكبر من حركة..
وأكبر من حزب..
وربما أكبر حتى من الوزارة الوصية على القطاع وأكبر من الوزير نفسه.
وأقصد هنا الوزير الشاب عثمان الفردوس الذي يبدو أنه لا يعرف ربما أي شيء لا عن الشباب ولا عن الرياضة ولا عن الثقافة.
ولأن الأمر كذلك فقد “ورط” سعادته الدولة ومؤسسات مؤسسات ليس فقط في استقبال جمعية ما زالت لم تتأسس بعد.
بل إن هذا الوزير الشاب، الذي ليس بينه وبين العمل الجمعوي إلا الخير والإحسان، أعطى 20 مليارا دفعة واحدة من المال العام لجمعية جديدة ولا وجود لها حتى على الأوراق.
وهذه قضية أخرى.
ودعوني أقول أيضا في سياق ودي لأني أتحدث هنا عن زملاء وأصدقاء إن جمعية إعلامية فيها ناشرون بمسارات استثنائية كان عليها أن تتحرك كجمعية عادية.
والحقيقة أن هذه الجمعية تحركت كما لو أنها “حركة لكل الناشرين” جاءت ربما لتعيد أجواء سياق سياسي لا يختلف ربما عن السياق الذي تأسست فيه “حركة لكل الديمقراطيين”.
وربما لهذا السبب كاد أن يتسرب الشك في المؤسسات وفي كل شيء..
حصل هذا حتى أن بعض الجمعيات والهيئات الإعلامية القديمة إما حلت نفسها أو فكرت في الحل أو سقط ما بيدها أمام هول ما حدث.
أكثر من هذا، فقد وصلت الأمور الى مستوى “سوريالي” غير مسبوق حتى أن الجمعية الجديدة طلبت من الفيدرالية القديمة ألا تعقد اجتماع مكتبها التنفيذي وإلا فإنها سوف تؤدي الثمن غاليا.
بل إن الجمعية الجديدة اشترطت على الفيدرالية القديمة للناشرين ألا تعقد اجتماع مكتبها التنفيذي إلا بعد أن تأخذ الإذن من جمعية أخرى لا تربطها بها أي رابطة؟..
أما لماذا؟..
ف”لأن الأمر يتعلق بتعليمات من الفوق”، هكذا قيل لمسؤولي الفيدرالية بالفم المليان.
طبعا لن أتحدث عن فئة أخرى من الإعلاميين والناشرين الذين التحقوا ليلا بالجمعية الجديدة..
نعم التحقوا ليلا فقط لأن هذا الوافد الجديد استطاع أن يخرج بسرعة البرق وخارج المسطرة 20 مليارا من قبعة الساحر في ظروف لا يعلمها سوى الله.
حصل كل هذا رغم أن المال ولو أن له أهمية بالغة لكنه لا يصنع من صاحبه قلما جيدا.
أقول هذا لأن في الصحافة لا توجد هناك مؤسسات كبرى وأخرى صغرى.
في الصحافة، هناك مؤسسات إعلامية إما مؤثرة وإما غير مؤثرة.
ولاحظوا كم تكلف بعض الصحف والمؤسسات الإعلامية الكبرى من أموال طائلة لكن تأثيرها في صناعة الرأي العام يكاد يكون منعدما مقارنة بتأثير ناشط واحد على الفايسبوك.
ماذا يعني هذا كله؟
هذا له معنى واحد وهو أن الصدام والانقسام والتقاطب داخل مشهدنا الإعلامي والصحفي ليس هو الحل وليس هو الطريق الآمن.
الحل في نظري هو سياسة اليد الممدودة لبعضنا البعض حتى لو اختلفت خطوط التحرير لأننا نستقل جميعا نفس القارب.
والحل أيضا هو رص الصفوف وهو التضامن بين أبناء المهنة الواحدة لإنقاذ هذه المهنة المنكوبة.
وكم كان السي نور الدين مفتاح دقيقا وموفقا عندما قال أمس في كلمة له عقب انتخابه رئيسا لفيدرالية الناشرين:
“أنا لم أترشح لهذه المسؤولية لأدخل في صدام أو مواجهة مع جهة ما أو أحد ما.
أنا ترشحت لهذه المسؤولية لأدافع عن الأخلاق وعن القيم الأصيلة لمهنة الصحافة لا غير..”.
نشر بتاريخ:
04/07/2020

















Discussion about this post