إيكو بريس من طنجة –
تعيش غابة الرميلات بمدينة طنجة هجوما غير مسبوق من قبل مافيات العقار أو ما بات يطلق عليه “وحوش العقار”، وهو ما خلق استياء لدى الساكنة وحماة البيئة، حيث دعت فعاليات سياسية وجمعوية للتدخل من أجل حماية غابة الرميلات من الزحف الاسمنتي، أكد بعدها عمدة طنجة في تصريح صحفي، أن الجماعة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بهذه الثروة الطبيعية.
وقررت السلطات المختصة بطنجة، بعد تحقيق أولي بخصوص خروقات بغابة الرميلات، إحالة الملف على القضاء، بعدما اتضح أن شركة عقارية أجنبية وراء إحداث سور إسمنتي، وسط هذه الغابة، كما ظهرت عدة خروقات قانونية في هذا الشأن، منها أن الشركة الأجنبية سبق أن منحت لها رخصة لبعض الإضافات، وذلك منذ نهاية شهر يونيو من سنة 2022، غير أن الرخصة كانت تتضمن فقط مدة زمنية محددة في ستة أشهر، ولا يجب أن تتعداها، ولكن في ظل الحملة التي سبق أن شنتها السلطات المختصة وقتها ضد عمليات تشييد البنايات بالغابات المحلية.
الشركة السالفة الذكر، قامت بتجميد هذه الرخصة، لتعاود الأشغال الأسابيع الماضية بشكل غير قانوني، محاولة تحديث الرخصة دون العودة إلى السلطات المختصة، وهو ما ثبت فعلا لدى هذه السلطات بعد فتح تحقيق أولي في الموضوع، وأمرت بوقف جميع الأشغال التي كانت تباشرها هذه الشركة، إلى حين بت القضاء في الملف، ناهيك عن توسيع دائرة التحقيقات بخصوص الضوء الأخضر الذي حصلت عليه لتشييد سور إسمنتي بهذه الغابة.
إضافة إلى ذلك، تم اكتشاف مشروع سكني ٱخر فوق أراضي كانت تابعة لأملاك الدولة ثمن المتر المربع مخصص لسكن يساوي اكثر من (3آلاف دولار) يعني 30 الف درهم يعني 3 مليون سنتيم للمتر يعني شقة 100 متر بـ 300 مليون دون احتساب مصاريف النوطير و السانديك، في غابة الرميلات، حيث أن هذا المجال الأخضر تابعة لإدارة المياه والغابات، والتي يوجد مقرها في مدينة الرباط، وتتمركز المندوبية الإقليمية التابعة لها أمام مقر الولاية وقبالة الغرفة.
من جهة أخرى حذر المستشار الجماعي حسن بلخيضر، قائلا بأن المناطق الطبيعية سيتم تغيير تنطيقها في تصميم تهيئة الجديد لمقاطعة طنجة_المدينة لأجل سواد عيون محظوظين يزعمون أن لا أحد يستطيع إيقافهم.
انتشار صور لتشييد سور إسمنتي في قلب غابة الرميلات التي توصف بـ«رئة طنجة»، أثار موجة من الغضب في صفوف السكان، الذين يعتبرون هذه الغابة بمثابة الفسحة الوحيدة التي يتنفسون فيها الهواء النقي بالمدينة على طول السنة.
وبخصوص أشغال البناء هاته والجارية بغابة الرميلات أحد أشهر غابات طنجة، كشف غيلان نائب عمدة طنجة معلومات مفاجئة بحيث أن صاحب الورش يتوفر على رخصة قدمتها له مقاطعة طنجة المدينة منوها بالمراقبة والرصد الذي دأبت عليه الهيئات البيئية بالمدينة وتتبعها المستمر لملف غابات طنجة.
وفي هذا الصدد ، عاين مواطنون ، استمرار مخالفات البناء بغابة الرميلات ، حيث يتم قطع الأشجار وتسييج الغابة لبناء مشروع بناء فيلات يتواجد بداية الغابة فوق مقبرة سيدي عمار، وكشفت حركة الشباب الأخضر بمدينة طنجة في وقت سابق، عن توقيف أشغال بناء سور بغابة الرميلات التي تعتبر رئة المدينة.
وذكرت الحركة، في بلاغ لها، أن ”الملف بات بعهدة القضاء المختص، بعد تحريك المسطرة القانونية من لدن السلطات المحلية التي عاينت الموقع بتاريخ الاربعاء 27 مارس 2024، وأثبتت بشكل لا لبس فيه صحة ما أثارته الحركة سابقاً بشأن لا-قانونية الأشغال الجارية”.
وقالت الحركة ، أنها تنتظر الشروع في هدم السور المبني خلافا للقانون، وسلوك ذات المسطرة في الحالات المشابهة والمنتشرة على امتداد غابات المدينة.
وعلاقة بالقرار المتخذ، دعت حركة الشباب الأخضر ساكنة المدينة ومناضلاتها ومناضليها الى “الاستعداد لمواكبة مرحلة “هدم السور” بشكل مباشر وميداني، مشيرة الى انها ستعلن عن الفعالية الميدانية المناسبة بعد انصرام الأجل القانوني المحدد في 10 أيام والممنوح من لدن السلطات المحلية “للمالِك” المخالِف.
وبفضل هذا الزخم الإعلامي وتجند سياسيين وجمعويين، وكل من له غيرة على هذا المتنفس الأخضر، أعلن المكتب المركزي حركة الشباب الأخضر عبر ببان اليوم 11 أبريل، زفت من خلاله عموم ساكنة طنجة، ومناضلاتها ومناضليها نبأ هدم السلطات الولائية بمدينة طنجة لسور الرميلات سيء الذكر، المُشيد بشكل غير قانوني خلال الأسابيع القليلة الماضية داخل غابة الرميلات، وهو السور الذي كان من شأنه تغيير معالم هذه الغابة تمهيداً للبنـاء داخلها.
Discussion about this post