يبدو أن مشاريع الوالي محمد مهيدية صارت تزعج جهات تلعب ورقة الابتزاز تارة، أو تحاول تجربة الصيد في الماء العكر، بعدما تصدى لهم المسؤول الترابي الأول على مدينة طنجة بكل صرامة، حين تصاعدت أصوات منعشين عقاريين وسماسرة السياسة طمعا في وعاء عقاري يسيل اللعاب، نظرا لتواجده في موقع استراتيجي فوق مكان المحطة الطرقية القديمة.
فإذا كان والي جهة طنجة محمد مهدية وجد في شركة صوماجيك باركينغ، شريكا رائدا من القطاع الخاص لتنزيل بعض المشاريع التي تحتاج إلى استثمارات لا يمكن حالا تحملها من النفقات العمومية، فإن بعض الجهات تحركت لتسخير أقلام مأجورة تبيت على عقيدة صحافية وتصبح على عقيدة أخرى، حيث تحركت تلك الصفحات تباعا وبشكل متواتر بنفس الأسلوب تقريبا، بغاية تغليط الرأي العام حول مشروع ساحة المحطة الطرقية القديمة.
وبطبيعة الحال من يستبق الأحداث قبل اكتمالها لا بد أن يرى الأشياء بشكل مُختلف جدا، ومن يلعب ورقة الابتزاز أيضا، قد يصل به الأمر إلى تحريف الوقائع. و تصرفات قريبة من هذه السلوكات هي التي جعلت بعض الكتابات والتعليقات تطلق أحكام قيمة، و انطباعات مُسبقة استنادا إلى صورة نُشرت على فايسبوك قبل اكتمال أعمال التهيئة نهائيا، دون أن تكلف تفسها عناء زيارة المكان للتأكد من مدى مطابقة الصورة للواقع.
وإذا كان معلوما أن الصورة تعكس الواقع، فإن الأمر هنا يتعلق بأشغال مستمرة في ساحة المحطة الطرقية القديمة، والتي لم تستقر بعد على الصورة النهائية للمشروع، حتى تصبح ذاك “الواقع” الذي يمكن أنذاك تقييمه وإطلاق الحكم عليه سواء بالنقد أو بأي نظارة يرتديها أصحابها
بعض الآراء تقاطعات حد التحامل حين وصفت المشروع الذي يقام على سطح مرآب تحت أرضي، بأنه “ساحة إسمنتية”، والحقيقة التي لم تراها تلك الأعين أن الساحة الجديدة بها فضاءات خضراء وأشجار نخل في طور الغرس، ومحابق نبانية وزهور وكراسي وأثاث حضري متنوع، وولوجيات لذوي الاحتياجات الخاصة.
ولا تختلف مكونات المشروع عن مشاريع مماثلة في كبرى المدن الأوروبية؛ مدريد، ملقة، إشبيلية، ليون، مارسيليا، لشيونة، وغيرها من المدن المعروفة بمرآئب تحت أرضية، والتي تلعب السير والجولان وتخفيف الاكتظاظ المروري، وتكريس ثقافة حديثة في الوقوف والتوقف وسط المدينة.
وتشير المعطيات المتوفرة من شركة صوماجيك أنها استثمرت ما يقارب 4 مليار سنتيم لتشييد مرآب تحت أرضي، وساحة عمومية تتوفر على مقصفين ( 2 أكشاك تجارية)، سيتم فتح طلبات الاستفادة منهم قريبا عن طريق جماعة طنجة.