يقترح مسرح رياض السلطان بالمدينة العتيقة لطنجة، خلال شهر نونبر الجاري، باقة غنية ومتنوعة من العروض المميزة، ببرمجة تسعى لأن تجعل من هذا المسرح فضاء حيويا للفن والفنانين، بعروض تجمع بين المسرح والموسيقى ومختلف تجليات الإبداع، إلى جانب محترفات للتكوين والتحسيس.
تحقيقا لذلك، استهل مسرح رياض السلطان برمجته الشهرية بحفل موسيقي لفرقة “شفق” يوم السبت الماضي (9 نونبر) امتزجت فيه مقامات الموسيقى العربية التقليدية منها والتراثية، وأساليب مستلهمة من موسيقى العالم، لتخلق صوتا جمع بين الحنين والحداثة حاملا معه الجمهور في رحلة دون نهاية.
كما حل أمس الأربعاء (13 نونبر) الفنان البرازيلي فيو مارينيو، بموهبته الفذة ضيفا على مسرح رياض السلطان قادما من أرض السامبا، إذ أقام حفلا موسيقيا ألقى من خلاله الضوء على أعرق التقاليد الشعبية البرازيلية في انصهار ساحر بموسيقى الجاز.
وحسب بلاغ لإدارة مسرح رياض السلطان، سيحتضن المسرح، في إطار انفتاحه المعهود على ثقافة الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق، يومي الإثنين والثلاثاء (18 و 19 نونبر) حفلا موسيقيا ينظمه معهد سيرفانتيس ويحييه الفنان الإسباني الذائع الصيت خافيير رويبال، في سفر موسيقي عبر إيقاعات الفلامنكو ممزوج بروح المغرب الكبير والهند ومنطقة الكاريبي.
وفي تحية لروح الكاتب الأمريكي الراحل بول بولز، ومن اقتراح مسرح رياض السلطان سيتم عرض الفيلم الوثائقي الثقافي “خرائط المياه والرمال: حياة جين وبول بولز” من إخراج الإسباني خافيير مارتين دومينغيز بدعوة من معهد سيرفانتيس بطنجة، وهو فيلم يروي حياة الزوجين الأيقونيين جين وبول بولز، واللذين تركا أثرا عميقا في مجالي الثقافة والموسيقى في النصف الثاني من القرن العشرين.
ووفاء لتوجهاتها المنفتحة على الجهات الأربع من العالم، يستمر مسرح رياض السلطان منذ العام الماضي في شراكته مع إدارة مهرجان “VISA FOR MUSIC” في الرباط، التي تهدف لخلق امتدادات لهذا الحدث في مدينة طنجة لتعزيز البعد الثقافي للمدينة وتشجيع اللقاءات بين الفنانين والمحترفين والجمهور. يجمع هذا الحدث السنوي أهم الفاعلين الأساسيين في صناعة الموسيقى المغربية والدولية، وهي مناسبة لا تعوض يسعى مسرح رياض السلطان لإتاحتها لجمهوره في اكتشاف هذه التجارب من خلال حفلين موسيقيين رائعين.
في هذا السياق، تحل بالمسرح “Moneka Arab Jazz”، التي تنحدر أصولها من بغداد في العراق، لتقدم مزيجا موسيقيا فريدا وغنيا بالأصوات التي تجمع بين الإيقاعات الإفريقية العميقة والألحان العربية الأصيلة الغنية بتأثيرات الفانك والسول والجاز، أما من تونس فتأتي فرقة بان بو التي تحمل في جعبتها كوكتيلا موسيقيا غير تقليدي يجمع بين الأغاني الطربية الكلاسيكية العربية والإيقاعات الحديثة.
وفي إطار دعم وتطوير المواهب الشابة في مجال الإخراج المسرحي، يسر مسرح رياض السلطان أن يستضيف برمجة خاصة بالشباب تحت عنوان “الإخراج الأول” للمخرجين المسرحيين الشباب، والمبرمجة في إطار الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الوطني للمسرح، والتي ستقام من 22 إلى 29 نونبر بتطوان، حيث يهدف البرنامج إلى تقديم منصة فريدة للمخرجين الشبان لإظهار أعمالهم والتعبير عن توجهاتهم الفنية و الفكرية.
في هذا السياق، تمت برمجة خمسة عروض مسرحية على التوالي، وهي “موبيوس” و”الخادمات” و”زوكو” و”غرق” و”القوقعة” تواليا في الفترة من 25 إلى 29 نونبر، على الساعة 7 مساء.
وتختم هذه البرمجة الشهرية بعرض زجلي غير مسبوق للشاعر و الإعلامي المغربي عبد اللطيف بن يحيى (30 نونبر)، حيث يعيد النظر في أجزاء من النصوص الزجلية المرتجلة والزائلة التي غالبا ما تكون غير مكتوبة.
كما تستأنف ورشات المسرح والرقص المعاصر والسيرك في مسرح رياض السلطان استقبال المستفيدات والمستفيدين من مختلف الأعمار والفئات (الأطفال، الفتيان، والراشدين، نساء ورجالا) في دوراتها التدريبية. وتهدف هذه الورشات إلى تطوير المهارات الفنية والإبداعية لدى المشاركين، وتعزيز القدرة على التعبير الفني سواء عبر التمثيل، أو الحركة، أو الأداء.
Discussion about this post