فحص أنجرة.. سقوط أول ضحية غياب مستشفى إقليمي في عهد العامل الجديد
في فاجعة إنسانية مؤلمة هزّت مشاعر سكان قرية ضهار الخروب، لقيت شابة حامل في شهرها السابع حتفها رفقة توأميها، بعد رحلة بحث شاق عن علاج كان يفترض أن يكون في متناول يديها لو توفرت الخدمات الصحية الأساسية داخل الإقليم.
القصة بدأت عندما قصدت الشابة، وهي في شهور حملها الأخيرة، الطبيب للاطمئنان على وضعها الصحي. غير أن غياب المستشفيات والأطر الطبية داخل الإقليم، وبعد المسافة الفاصلة عن مدينة طنجة، دفع أسرتها إلى التوجه نحو مستشفى الفنيدق باعتباره الأقرب.
هناك، بدأت المعاناة الحقيقية. فقد انتظرت الحامل لساعات طويلة دون أن يُكشف عنها أو تُقدم لها أي رعاية مستعجلة، ومع تدهور حالتها لم يجد المستشفى قاعة إنعاش يمكن أن تنقذ حياتها أو حياة واحد من جنينيها. وعندما استشعر الجميع خطورة الوضع، تم الاتصال بسيارة إسعاف لنقلها نحو مستشفى سانية الرمل بتطوان… لكن الوقت كان قد فات، إذ فارقت الأم الحياة رفقة توأميها قبل الوصول.
الصدمة التي خلّفها الخبر بين العائلة والجيران كانت كبيرة، فالأم دخلت المستشفى على قدميها مبتسمة، وخرجت منه جثة هامدة.
وللمفارقة، وفي نفس التوقيت ونفس القرية، كانت أم أخرى ترقد بغرفة الإنعاش بأحد المستشفيات بعد فقدان جنينها، في مشهد يعكس حجم الكارثة الصحية التي تعيشها القرى والمداشر والدواوير المحرومة من أبسط حقوق التطبيب.
يذكر أن هذه الحوادث ليست استثناءً، بل نموذجاً صارخاً لمعاناة صامتة تتكرر في مناطق عديدة، وتدق ناقوس الخطر حول واقع المنظومة الصحية بالوسط القروي لعمالة فحص أنجرة بعيداً. مما يلزم العامل الجديد محمد الخلفاوي ان يصب كامل أولوياته الى الجانب الصحي عبر استكمال ورش المستشفى الإقليمي الذي شهد توقفا طرح العديد من علامات الإستفهام
تجدر الإشارة إلى أن مشروع المستشفى الإقليمي بفحص أنجرة متعثر منذ أزيد من 12 سنة، إذ لا تزال مراحل بنائه متوقفة، في وقت يعاني فيه آلاف السكان عناء التنقل من أجل تلقي العلاجات أو إجراء الفحوصات الطبية. وتكون بعض الحالات أحياناً حرجة، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح.

















Discussion about this post