محمد عبد الجليل.. رجل الموانئ الناجح يطرق أبواب طنجة المتوسط

أكدت مصادر موثوقة أن محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجستيك السابق والمدير العام الأسبق لشركة “مارسا المغرب”، يُعد من أبرز الأسماء المطروحة لخلافة فؤاد البريني على رأس مؤسسة طنجة المتوسط. وهي التي تدير أكبر مركب مينائي ولوجستي في إفريقيا.

ويأتي هذا الترشيح ليُعيد إلى الواجهة اسما ارتبط طويلا بإصلاحات عميقة في قطاع النقل واللوجستيك.. سواء من خلال مساره الإداري في القطاع الخاص العمومي، أو خلال فترة تقلده حقيبة وزارية وازنة. وذلك في مرحلة دقيقة شهدت تحديات غير مسبوقة على المستويين الداخلي والدولي.

من “مارسا ماروك” إلى الحكومة..

ويُعد محمد عبد الجليل من الأطر التي راكمت خبرة تقنية وميدانية لافتة في قطاع الموانئ واللوجستيك. فخلال إدارته لشركة “مارسا ماروك”، التي تُعتبر فاعلا وطنيا رئيسيا في تدبير الأرصفة المينائية.. استطاع عبد الجليل أن يعيد هيكلة أداء الشركة، ويعزز موقعها التنافسي إقليميا ودوليا.

وأما خلال توليه وزارة النقل، فقد واجه تحديات جسيمة، في مقدمتها تداعيات جائحة كوفيد-19 على سلاسل الإمداد والنقل، وتداعيات ارتفاع أسعار المحروقات عالميا. إلا أن فترته اتسمت أيضا بإطلاق إصلاحات هيكلية، وخاصة في مجال النقل السككي واللوجستيك الحضري، وإعداد مشاريع كبرى لتحديث البنيات التحتية.

ترشيح يُعيد الكفاءة إلى الواجهة

ولا يعتبر ترشيح عبد الجليل لقيادة مؤسسة طنجة المتوسط مجرّد قرار إداري.. وإنما هو توجه استراتيجي نحو توظيف الكفاءات الوطنية ذات الخبرة الدقيقة في مجال النقل واللوجستيك البحري. وهو ما يتطلبه هذا المشروع الضخم الذي بات أحد أعمدة التموقع الجيو-اقتصادي للمغرب.

وفي وقت يتحدث فيه البعض عن منح الفرصة لكفاءات شابة، فإن إعادة توظيف أطر عليا مجرّبة لا يتناقض مع هذا التوجه، بل يُكمله. وذلك أن قيادة مؤسسات بهذا الحجم تتطلب مزيجاً من التجربة والتجديد، والرؤية الإستراتيجية التي اكتسبها عبد الجليل طيلة مسيرته تجعله أحد المؤهلين لقيادة المرحلة المقبلة.

طنجة المتوسط.. التحديات تفرض اختيارا نوعيا

ويشار إلى أن مركب طنجة المتوسط لم يعد مجرد ميناء، بل صار منصة صناعية ولوجستية إقليمية لها بعد دولي. ويتطلب الحفاظ على هذا المنجز، وتوسيع إشعاعه شخصية ذات دراية عميقة بخبايا القطاع، وبآليات التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين والدوليين.