محطة تحلية مياه البحر تثير الجدل بجوار أسوار موقع القصر الصغير الأثري
أثار مشروع بناء محطة متنقلة لتحلية مياه البحر بجماعة القصر الصغير، ضواحي طنجة، موجة استنكار واسعة في أوساط الساكنة والفاعلين المحليين، بعدما تقرر تشييدها بمحاذاة أسوار الموقع الأثري للقصر الصغير، أحد أهم المعالم التاريخية بالمنطقة.
المشروع الذي تشرف عليه ولاية طنجة بشراكة مع مؤسسات أخرى، ورغم أهميته في تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب بطاقة إنتاجية تناهز ثلاثة لترات في الثانية، إلا أن موقع إنجازه أثار انتقادات حادة.
الفاعل الجمعوي يوسف اللغميش اعتبر في تدوينة على حسابه بالفيسبوك أن “الفكرة إيجابية من حيث المبدأ، لكن اختيار الموقع كان متسرعاً وغير مدروس”، مبرزا أن الإقليم يتوفر على شريط ساحلي يمتد لعشرات الكيلومترات ويغطي ثلاث جماعات قروية، “ومع ذلك تم وضع المشروع بجوار أسوار أثرية شاهدة على تاريخ المنطقة”.
اللغميش لم يتوقف عند ذلك، بل وصف مهندسي المشروع بـ”خريجي الهندسة عن بعد” بسبب ما اعتبره إغفالاً لخصوصية الموقع الأثري وحساسيته، إضافة إلى تشييده قرب مصب واد ملوث بمياه عادمة ونفايات صلبة.
كما انتقد المتحدث ما أسماه “الانفراد بالقرارات” في تنزيل المشروع، متهماً مجلس الجماعة بغياب الجرأة في الدفاع عن مصالح المنطقة والاكتفاء ـ على حد قوله ـ بدور المتفرج.
هذا الجدل يعيد إلى الواجهة الإشكال القائم بين حاجيات التنمية والبنية التحتية من جهة، والحفاظ على التراث التاريخي والبيئي من جهة أخرى، وهو ما يضع السلطات الوصية أمام ضرورة البحث عن حلول متوازنة تحمي ذاكرة المكان دون تعطيل المشاريع التنموية.
Discussion about this post