مبادرة فريدة للوالي يونس التازي: صوت المواطنين يُعيد تشكيل وجه طنجة
في سابقة نادرة في سجل تدبير الأشغال العمومية بالمغرب، قام والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، السيد يونس التازي، بخطوة جريئة تستحق الإشادة، وذلك من خلال التفاعل الفوري مع نبض الشارع الطنجاوي عقب الانتهاء من أشغال تهيئة فضاء سور معجازين التاريخي (ساحة فارو).
الواقعة تعود إلى أيام عيد الأضحى الماضي، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور توثق الشكل النهائي لأشغال التهيئة، والتي أثارت موجة سخط عارمة وسط الساكنة المحلية، الذين عبروا عن خيبة أملهم من غياب الحس الجمالي والتناسق البصري، وضعف الجودة مقارنة بما يليق بهذا الموقع التاريخي، الذي يُعد من أبرز المعالم السياحية في المدينة، ويستقبل سنويًا آلاف الزوار من داخل المغرب وخارجه.
وأكد مصدر من داخل الولاية أن الوالي التازي نفسه تفاجأ من رداءة الأشغال، خاصةً أنه كان منشغلًا بمتابعة أوراش كبرى كمشروع إعادة تهيئة ملعب طنجة الكبير وشارع مولاي رشيد، مما جعله لا يُتابع ميدانيًا تفاصيل إنجاز هذا المشروع المحدد.
فور توصل الولاية بالملاحظات والانتقادات، قام الوالي بمعاينة شخصية للموقع، وأصدر تعليماته بإلزام الشركة المكلفة بإعادة الأشغال على نفقتها الخاصة، مؤكدًا على ضرورة احترام البعد التاريخي والجمالي للموقع، بما يتماشى مع هوية المدينة وتراثها المعماري.
رسالة قوية في فن التدبير الجهوي:
مبادرة الوالي التازي ليست فقط تصحيحًا لخطأ تقني، بل نموذج في الإنصات والتفاعل والمحاسبة، ورسالة واضحة بأن تطلعات المواطنين ليست رفاهية، بل جزء من معادلة التنمية الحضرية الناجحة.
وإذا كانت هذه المبادرة قد لقيت ترحيبًا واسعًا من طرف الساكنة، فإنها تُعيد طرح السؤال حول ضرورة تعميم مثل هذا النموذج من اليقظة والصرامة الإدارية، حتى لا تبقى هذه التجربة استثناءً معزولاً، بل تتحول إلى قاعدة في تدبير الشأن العام المحلي.
Discussion about this post