لغز خروج رجال آيت بوگماز عن صمتهم بعد طول صبر منذ فجر الاستقلال ولماذا قطعوا عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام
بقلم: الصحافي حسن الخباز، مدير جريدة الجريدة بوان كوم
في مسيرة سلمية غير مسبوقة لبعض من سكان المغرب العميق ، أو ما يطلق عليه السياسيون لقب “المغرب غير النافع” ، خرج المئات من رجال قرية آيت بوگماز باتجاه مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة لإيصال رسالتهم لكبار مسؤولي الجهة عبر خطوة احتجاجية حضارية.
هذه الخطوة تهدف بالأساس للمطالبة بحقوق تنموية مشروعة ظلت لسنوات معلقة ، ولم يكتب لها أن ترى النور مع مرور الوقت ، وظلت مجرد حبر على الورق ، وهو ما استفز السكان وأخرجهم عن صمتهم عبر هذه المسيرة الاحتجاجية التي استمرت لساعات مشيا على الاقدام إن لم نقل أياما.
هذا وقد قطعوا في المرحلة الأولى أزيد من ثمانية وخمسين كلمترا إلى أن حطوا الرحال بتراب جماعة آيت امحمد ، ليقرروا المبيت في العراء بإحدى غابات المنطقة ، قبل مواصلة سيرهم صباح هذا اليوم باتجاه عمالة بني ملال بعدما بلغ السيل الزبى ونفذ صبرهم الذي دام لعقود من الزمان.
مطالب هؤلاء ليست رفاهية او ترفا زائدا أو ضمن الكماليات ، إنما هي ضروريات لا يمكن العيش بدونها . فهم يطالبون فقط بإصلاح وتهيئة الطريق الجهوية 302 تيزي نترغيست و الطريق 317 آيت عباس.
وفي نفس السياق يطالبون بتوفير طبيب قار بالمركز الصحي المحلي والذي يعاني من خصاص تغطية شاملة لشبكة الهاتف والأنترنت بقصد تسهيل التواصل والتعليم والتعلم عن بعد ، كما يطالبون بإحداث ملعب للقرب لشباب المنطقة وحماية دواويرهم من اخطار الفيضانات…
سكان آيت بوگماز التابع ترابيا لإقليم أزيلال خرجوا ضد التهميش والإقصاء الذي عانوا منه منذ حصول المغرب على استقلاله ، حيث وعدتهم السلطات أيامها بالفرج لكنها حسب كاتب كيني انتقمت من الرؤوس المسيرة وقادة الاحتجاجات.
تجاهل مطالبهم من المسؤولين هو الذي أخرجهم عن صمتهم في إحدى أكبر المسيرات التي شهدها المغرب،
السكان لا يطالبون إلا بمركز للتكوين المهني لتسهيل إدماج شبابهم في مجال الشغل ، كما يطالبون بإنشاء مدرسة جماعاتية تضمن لأبنائهم تعليما لائقا ، زكذا بناء سدود تلية تحمي هضبتهم من الفيضانات الموسمية…
ويشار إلى ان السكان يعانون الامرين مع حلول فصلي الخريف والشتاء ، حيث تقطع عليهم كل الطرق ويظلون في عزلة تامة بسبب الثلوج والإنهيارات الأرضية … إلى أن تجف الارض من الأوحال.
كما يطالب السكان من خلال احتجاجاتهم هذه بوقف للقيود الإدارية المفروضة على البناء بسبب غياب تصميم تهيئة يراعي طبيعة المجال الجبلي القروي ما يحول دون حصولهم على تراخيص بناء مساكن على أراضيهم ما يفاقم من هشاشة اوضاعهم كما جاء على لسان بعض السكان المحتجين.
ويؤكد المحتجون انه لا تنمية شاملة إلا بالتفاتة خاصة لمناطقهم المعزولة عن العالم ، و كل مطالبهم تتجلى في إطلاق دورة تنموية استدراكية تعطي الاولوية للعدالة المجالية وتحقق مبدأ تكافؤ الفرص.
جدير بالذكر ان المنطقة تعيش منذ أسابيع على إيقاع توتر اجتماعي متصاعد ، غذته مطالب تنموية عالقة ، وشعور متنامي بالإجحاف التمنوية بعد تهميش مزمن دام لعقود عكس جماعات مجاورة استفادت من مشاريع كبرى همت بنيتها التحتية وشملت خدماتها الاساسية …
وبعد ان فقدوا الثقة في الحوار المحلي مع مسؤولي منطقتهم الصغار قرروا التواصل مع الكبار وقصدوا الوالي الذي هو اكبر مسؤول بالجهة علهم يظفرون منه بحل يرضي جميع الأطراف بعدما بلغ السيل الزبى واستنفدوا كل الطرق المتاحة وطرقوا كل الابواب القريبة .
Discussion about this post