بصمت شركة “لافارج هولسيم” المغرب العريقة في صناعة الإسمنت بالمملكة، عبر فرعيها بشمال البلاد على تجربة مميزة مبنية على التعاون والدعم والتأهيل لفائدة الإنسان، معززة دورها الريادي كمؤسسة مواطنة تساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تنشد الدولة تنزيلها في مختلف المناطق والأقاليم.
شركة مواطنة
في معمل تطوان، وهو أحد فروع المؤسسة بالمغرب، الذي يغطي مساحة تناهز حوالي 54 هكتارا من تراب الإقليم الواقع بجماعة صدينة القروية، رسم على مدى 20 سنة من العمل صورة مثالية لما ينبغي أن يكون عليه الاستثمار، خدمة للمجتمع والمحيط القريب من المعمل.
بل إن هذا النهج والسلوك المواطن لم يقف عند هذا الحد، وتجاوزه إلى مستويات أخرى من التعامل مع الساكنة المجاورة، فضلا عن فتح أبوابه لتدريب وتأهيل عدد من شباب المنطقة الذين من بينهم بعض النماذج الناجحة، الذين أسسوا مقاولات صغيرة وباتت تشتغل بالمناولة مع المعمل وتقدم له خدمات معينة، وهي الفرصة التي فتحت الباب واسعا أمام تأهيل وتطوير المزيد من الشباب.
ولم تقف إسهامات المصنع عند مساعدة ودعم الشباب فقط، حيث بلغ هذا الدعم النساء اللواتي كان لهن نصيب من دعم الشركة صاحبة التأثير الإيجابي على التنمية بالإقليم، بعدما سهرت على تأطير ودعم نساء القرى المجاورة للمعمل من خلال مساعدتهن على الانخراط في تعاونية قصد المواكبة والتأطير الذي أثمر مشروعا مهما للنساء يتمثل في تثمين تسويق النباتات الطبية والعطرية التي تزخر بها المنطقة.
وأصبحت نساء الجماعة موحدات في إطار معروف ينتج ويسوق النباتات الطبية المعروفة بالمنطقة، مثل أزير والشيح والبابونج والزعتر وغيرها من الأنواع، التي تكسو الغطاء النباتي في المنطقة الجبلية المعروفة، وساعدتهم الشركة في ثمين هذا المنتوج وتسويقه عبر منصات مختلفة.
وما يسجله معمل تطوان في هذا المجال، يمثل نهجا واستراتيجية تشتغل وفقها جميع معامل لافارج هولسيم المغرب، والبالغ عددها روع على مستوى 12 معملا موزعين على مدن ومناطق مختلفة بالبلاد، سعيا منها للقيام بالمسؤولية الاجتماعية للشركات والالتزام المجتمعي.
تفرد وتميز
لا يشك أحد داخل المؤسسة الرائدة في مجال صناعة الإسمنت بالمغرب، في أن معمل تطوان يستحق نيل لقب التميز والريادة في الأداء الصناعي وفي إنتاج الإسمنت من بين فروع المجموعة المنتشرة بالبلاد، بل أكثر من ذلك، تصنف مصانع لافارج هولسيم المغرب ضمن الأفضل في مجموعة هولسيم العالمية.
تميز معمل تطوان وتفرده ساهم في إشعاعه لجوؤه الذكي إلى استعمال الطاقات المتجددة في عمله وإنتاجه، إذ يعتبر المعمل الأول في العالم الذي يتوفر على مزرعة للرياح خاصة به، توفر للمعمل أكثر من ثلثي احتياجات المصنع من الطاقة الكهربائية، كما أن العمل المتواصل مكن الشركة من توفير 96 بالمائة من حاجياته من الكهرباء.
جهود مؤسسة لافارج هولسيم المغرب في الحفاظ على البيئة وحمايتها، وسط طموحات أكبر باللجوء إلى الطاقات النظيفة وتعويض الطاقة الأحفورية التي يستوردها المغرب من الخارج، وهو التوجه الذي تراهن عليه المؤسسة الرائدة لخفض الفاتورة الطاقية.
وتقدر الطاقة الإنتاجية لمصنع تطوان بحوالي مليون و600 ألف طن من الإسمنت، إذ يتوفر المعمل على خطي إنتاج، يعدان من أحدث الخطوط المجهزة بتقنيات حديثة تمكن من تحديد مستوى جودة المنتوج والطاقة التي تستعمل واستغلاها أحسن استغلال.
كما أن الشركة تبقى من أبرز اللاعبين في تطوير البنية التحتية للمغرب، من خلال توفير مواد عالية الجودة لدعم مشاريع البنية التحتية الكبرى في المغرب مثل الطرق، والموانئ، والمجمعات السكنية.
أقسام نموذجية
تولي مؤسسة لافارج هولسيم المغرب عناية خاصة بمسألة التعليم في العالم القروي، تمت ترجمتها من خلال تدشين قسم نموذجي في ثانوية عزيز لحبابي، المجاورة للمصنع، وهي مبادرة يسعى المعمل من خلالها محاربة الهدر المدرسي الذي يشكل “عائقا في تربية الأبناء”.
ويبقى القسم النموذجي الذي أحدثه المعمل منتصف نونبر الماضي، مؤشرا والتزاما بدعم التعليم في المنطقة، حيث يرمي المشروع الذي أطلقته المؤسسة خلال 2023 إلى تزويد المدارس المجاورة بمعدات معلوماتية من النوع الممتاز؛ كالحواسيب الثابتة والمحمولة والسبورات التفاعلية والطابعات وأجهزة عرض، وكذا الربط بشبكة الإنترنت، بغية منح التلاميذ فرصة الاطلاع على مجموعة متنوعة من المصادر التعليمية عبر الانترنت، بشكل يمكنهم من إغناء معارفهم ومداركهم، وهي الخطوات التي تستحسنها الساكنة وتشكر الشركة عليها.
Discussion about this post