تشهد المدارس الخاصة بمدينة طنجة، خلال السنوات الأخيرة، ضغطا غير مسبوق بسبب خصاص الأساتذة والأطر التربوية المؤهلة، وهو ما أصبح يشكل تحديًا حقيقيًا لمديري هذه المؤسسات، خاصة مع ارتفاع الطلب على التعليم الخاص ذي جودة عالية.
هذا الوضع خلق في المقابل، فرصًا جديدة للشباب الراغبين في ولوج مهنة التدريس، والذين يملكون رصيدا معرفيا وافيا في تخصصاتهم، شريطة التوفر على تكوين عملي ومهني يؤهلهم لتلقين المواد وضبط القسم بثقة وكفاءة.
لماذا تعاني المدارس الخاصة من خصاص الأساتذة؟
حسب تصريح خاص لصحيفة إيكوبريس الإلكترونية قال المدير التربوي لمؤسسة ألواح الخاصة بطنجة، إن عملية البحث عن أساتذة ممتازين من الدرجة الأولى أصبح مهمة شبه مستحيلة، خاصة في تخصصات مثل الرياضيات، الفيزياء والعلوم الطبيعية.
ويضيف المتحدث: “رغم أننا نتوصل بسير ذاتية وطلبات عمل كثيرة، غير أن النسبة الأكبر من هذه الطلبات لا تتوفر على الحد الأدنى من الكفاءة لإدارة القسم، سواء من الناحية المعرفية أو مهارات ضبط القسم”.
ويرجع المتحدث هذا الخصاص إلى مجموعة من العوامل أبرزها:
زيادة الطلب بشكل كبير على التعليم الخاص بمدينة طنجة.
افتتاح عدد كبير من المدارس الخاصة في السنوات الأخيرة بمدينة البوغاز.
ضعف الرصيد المعرفي لدى المتقدمين للعمل رغم توفرهم على الشواهد الجامعية في تخصصاتهم.
غياب التكوين التطبيقي لدى عدد من الحاصلين على الشهادات.
الحاجة إلى أطر تفهم خصوصية التعليم الخصوصي.
وهو ما جعل التكوين التطبيقي شرطًا أساسيًا قبل التوظيف.
تكوين مهني متخصص يمثل حلا عمليا لسد خصاص الأساتذة
ويرى فاعلون تربويون أن الحل يكمن في التكوينات التطبيقية، ومن النماذج الناجحة في المدينة، برنامج مركز الخوارزمي بطنجة، الذي أعلن قبل أيام عن فتح التسجيل للموسم الجديد من البرنامج التكويني الموجه للراغبين في العمل بالمدارس الخاصة.
يمتد التكوين لثلاثة أشهر بشكل يومي، وينقسم إلى شقين.
تكوين نظري ويهدف إلى:
تمكين المتدربين من مهارات وبيداغوجيات التدريس الحديثة.
تعلّم إعداد الحصص وضبط القسم.
اكتساب تقنيات التواصل والتعامل مع المتعلمين.
تدريب ميداني فعلي داخل مدارس خاصة، ما يسمح للمتدرب بـ:
الاحتكاك المباشر بواقع التعليم الخاص.
فهم علاقة الأستاذ بالإدارة والتلاميذ.
الاستعداد الحقيقي لسوق الشغل.
شهادات وفرص إدماج مهني
في نهاية التكوين، يحصل المشاركون على:
شهادة تكوين
شهادة تدريب ميداني
كما يتم مواكبة المتدربين المتفوقين في التكوين ومساعدتهم على ولوج سوق الشغل، من خلال ربطهم بمؤسسات تعليمية تبحث عن أطر مؤهلة.
خاتمة:
وينتظر أن يساهم هذا النوع من التكوينات التطبيقية في سد جزء من الخصاص الذي تعرفه المدارس الخاصة بطنجة، خاصة مع استمرار ارتفاع الطلب على التعليم الخصوصي بمدينة البوغاز ونواحيها.

















Discussion about this post