أفادت مصادر إعلامية محلية من مدينة آسفي، أن حصيلة ضحايا السيول الجارفة إثر فيضانات مفاجئة شهدتها المدينة نهار أمس الأحد، قد ارتفعت إلى نحو 60 شخصا، وسط استمرار عمليات البحث عن المفقودين والغرقى.
وكانت السلطات المحلية في عاصمة عبدو قد أحصت في الحصيلة الأولية مصرع 21 شخصا على الأقل، جراء “تدفقات فيضانية استثنائية” ناجمة عن أمطار غزيرة في إقليم آسفي الساحلي المطل على المحيط الأطلسي والواقع على بُعد 330 كيلومترا جنوب الرباط.
وأضافت السلطات المحلية بإقليم آسفي، في بيان، أنه “تم تسجيل إسعاف 32 شخصا مصابا، غادر غالبيتهم المستشفى بعد تلقي الإسعافات والعلاجات اللازمة، فيما لا تزال الحالات المتبقية تحت المراقبة الطبية”.
ورصد شهود عيان تحدثوا عبر منصات التواصل الاجتماعي، عشرات المنازل والمحلات التجارية في المدينة القديمة ومراكب الصيد في الميناء، تفكرها المياه وتجرف معها السيارات والدراجات النارية والعربات وطاولات الباعة المتجولين.

وعاشت ساكنة آسفي ساعات من الذعر والهلع، كما وصفتها مشاهد مصورة و متداولة على مواقع التواصل، كما عاش بعض الأفراد لحظات كادت فيها الأفئدة أن تقف من شدة الهلع، وذلك خلال عمليات تدخل بطولية لإنقاذ أقاربهم من الغرق، وذلك باستخدام وسائل بدائية من المواطنين.
ضعف جاهزية السلطات والوقاية المدنية
رغم حالة الطوارئ التي تسببت فيها سيول من المياه المختلطة بالوحل، وهي تجتاح الشوارع والأزقة والدروب الضيقة، والدفع بحمولتها في اتجاه البحر، فإن تواجد السلطات المحلية وفرق الوقاية المدنية بدأ متأخرا بزمن يزيد عن السرعتين في بعض المناطق التي كانت محاصرة.
ويرجع هذا البطئ، حسب الفاعل الجمعوي محمد العادلي، وهو موظف في سلك التعليم العمومي، في حديث مع صحيفة إيكو بريس، إلى ضعف جاهزية مصالح الوقاية المدنية، وعدم خبرتها في مثل هذه الحالة الشديدة الهول.
في المقابل، يردف المتحدث تطوع الشبان والمواطنون لمد يد المساعدة، ورمي حبال النجاة لعدد من الأشخاص الذين كانوا عارفين في منحدرات وأسفل أسوار المدينة العتيقة، إذ تكللت بعض المحاولات بالنجاح، وبعض المحاولات الأخرى لم تصل إلى أيادي الغرقى وهم يطلبون النجدة وسط سيول جارفة وايران نادرة تدفع حمولة المياه بقوة هادرة.

وتحولت شوارع مدينة آسفي، إلى أحواض ومسابح مملوءة بالأوحال والتعرية والنفايات الصلبة بعد انخفاض منسوب مياه السيول، وهو ما سهل مأمورية وصول قوارب جهاز الوقاية المدنية، وشاحناتها وعناصرها استجابة لنداءات إنقاذ من السكان.
ومساء الأحد، حانت المديرية العامة للأرصاد الجوية حذرت من هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف، إلى غاية الثلاثاء المقبل في عدة مناطق وأقاليم مختلفة في أنحاء البلاد.
وتشهد المملكة المغربية في السنوات الأخيرة أمطار عاصفية، جراء التغيرات المناخية المتصاعدة، وهو ما تسبب العام الماضي في مأساة بإقليم طاطا، إثر سيول طوفانية شهدتها عدة مناطق في الجنوب الشرقي، إحداها حاصرت حافلة مسافرين، ما أدى لمصرع عدد منهم غرقا في تلك الحادثة.
و تنعكس التغيرات المناخية على كمية تهاطل الأمطار في ظرف زمني قصير، وهو ما يؤدي لوقوع الفيضانات خصوصا في المناطق ذات البنية التحتية الهشة، وذلك بعد 7 سنوات من الجفاف.
















Discussion about this post