إيكونوميك بريس – طنجة
يبدو أن الصورة المهتزة لمجموعة “بريد المغرب” وسط زبناءه في مدينة طنجة، مردها إلى أسباب ذاتية تتعلق بتهاون بعض المسؤولين الكسالى الذين يشتغلون بعقلية الموظف في القطاع العمومي، الذي يضمن راتبه الشهري سواء اشتغل بجد وتفان، أم لم يقم بمهامه على أكمل وجه، حتى وإن كانت وظيفته تنطوي على قدر كبير من المسؤولية والالتزامات الاجتماعية.
شيء مشابه لهذه الصورة القاتمة ينطبق على سلوكات لا مهنية، استمعت صحيفة “إيكونوميك بريس” لشهادات صادمة مرفوقة بتسجيل مصور يوثق حقيقتها، ويتعلق الأمر بإقدام “مسؤول المصالح في المديرية الجهوية لبريد المغرب”، على “إخفاء” إرساليات المواطنين في قضاء الحاجة اليولوجية للإنسان، ولا تتوفر فيها مواصفات الحفظ المطلوبة في الوثائق والإرساليات الورقية.
وتوصلنا في الموقع بشريط فيديو، يتضمن مشاهد تكديس أكوام من بعائث وإرساليات المواطنين الواردة من وكالات بريد المغرب في مدن أخرى، إلى مدينة طنجة، قصد تسليمها لأصحابها الذين أدوا على هذه الخدمة واجبات مالية تتفاوت قيمتها، تم تكديسها في المرحاض بالتزامن مع قدوم لجنة افتحاص وتفتيش.
وكشفت مصادر مهنية التقت بمراسلنا في طنجة، أنه قبل شهر تزامن قدوم أحد المسؤولين المركزيين، ويتعلق الأمر بـ “مدير الانتاح والتصنيع” الذي كان في زيارة تفقدية لأحد مراكز بريد المغرب، فإذا بأحد المسؤولين الجهويين تفتقت عبقريته في إعطاء تعليماته لمرؤوسيه، بجمع بعائث وإرساليات المواطنين وإخفاءها عن أعينه، خلف أبواب المراحيض المتواجدة بنفس المركز.
والسبب في تكديس البعائث والطرود البريدية، هو تراكم عدد كبير منها تعود لأشخاص يقطنون في المجال الشبه قروي بعمالة طنجة أصيلة، ولا يتوفرون على عناوين سكنى لكي يقوم ساعي البريد بإيصالها، وبالتالي يتعين عليهم القدوم بأنفسهم لأخذها، وبالنظر إلى تكاثر الإرساليات لعدد كبير يعجز فإن عدد كبير من أصحابها يعودون خائبين، بعدما يتم إخبارهم أن إرسالتهم لم يتم العثور عليها، علما أن بعضها يتضمن وثائق المرض أو تتعلق بمباريات وظيفية، وهو ما يتسبب في تضييع مصالح المواطنين، وذلك دونما إحساس بالمسؤلية.
كما أن هذه الممارسات اللامواطنة لأمثال هؤلاء المسؤولين في مجموعة بريد المغرب، تؤثر سلبا على حركية الاقتصاد، ولا تساعد على استقطاب الاستثمار، كونها أحد أوجه أعطاب الإدارة واختلالاتها التي سبق للملك أن انتقدها بشدة غير ما مرة في خطبه الموجهة للشعب بمناسبة الأعياد والذكريات الوطنية.