فجر انقطاع دواء مدمني المخدرات (الميثادون) غليانا واسعا في عدد من مناطق مدينة طنجة وعلى رأسهم منطقة بني مكادة.
احتجاجات حاشدة بعد نفاد جرعات “الميثادون” في طنجة
وشهدت منطقة بني مكادة بطنجة، اليوم الخميس، موجة احتجاجات غاضبة، وذلك بعد انقطاع دواء “الميثادون”، المستخدم في علاج الإدمان على المواد الأفيونية، من مركز طب الإدمان بـ”بئر الشيفا”.
وأثار هذا الوضع حالة من الذعر والتوتر في صفوف المرضى المتعافين، الذين يعتمدون على هذا الدواء للتحكم في أعراض الانسحاب القاسية.
تداعيات الانقطاع.. قطع طريق وحالات هيجان
وحسب مصادر محلية، فقد تجمّع العشرات من مرضى الإدمان أمام المركز الصحي، وقطعوا الطريق احتجاجا على نفاد الجرعات، مما أدى إلى شلّ حركة السير في المنطقة.
وقد دخل بعض المحتجين في حالة من الهيجان والهستيريا، بينما جلس آخرون في حالة ارتباك على قارعة الطريق، وذلك إثر تأثرهم بالأعراض الانسحابية التي تشمل آلاما جسدية حادة واضطرابات نفسية خطيرة.
واقعة سابقة في تطوان تزيد المخاوف
ولم يكن هذا الاحتجاج الأول من نوعه، فقد شهد مركز طب الإدمان بمدينة تطوان واقعة مماثلة يوم الأربعاء 12 مارس.
وهدد أحد المرضى بالقفز من أعلى المبنى بسبب نفاد “الميثادون”، ويعكس ذلك مدى خطورة الوضع الذي يعيشه هؤلاء المرضى عند انقطاع العلاج.
تحذيرات من منظمات صحية بشأن أزمة “الميثادون”
وكانت عدة جمعيات، من بينها جمعية حسنونة لمساندة مستعملي المخدرات والجمعية الوطنية للتقليص من المخاطر، قد حذرت في بيان مشترك من الأزمة التي تهدد مئات المرضى.
وأكدت أن “الميثادون” يعدّ دواء أساسيا لعلاج الإدمان، وهو يساهم بشكل كبير في تقليل المخاطر الصحية والاجتماعية المرتبطة بتعاطي المخدرات.
إجراءات وزارة الصحة لتدبير الأزمة
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية اتخاذ إجراءات لتدبير المخزون المتاح من “الميثادون”، وذلك من خلال تقليص الجرعات المخصصة للمرضى لضمان استمرار العلاج لأطول فترة ممكنة.
وشملت هذه الإجراءات جميع الفئات، بما في ذلك المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري (VIH) ومرضى الالتهاب الكبدي “س” و”ب”.. إضافة إلى مرضى السل.
ورغم هذه التدابير، حذّر البيان المشترك للمنظمات الصحية من أن أي تغيير في جرعات “الميثادون” دون استشارة المرضى قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
وأكد البيان أن منظمة الصحة العالمية تشدد على ضرورة موافقة المريض قبل أي تعديل في العلاج.
ويضع هذا الوضع وزارة الصحة أمام تحدٍّ كبير، خاصة مع تصاعد الغضب في أوساط المتعافين من الإدمان، وذلك كونهم يواجهون خطر الانتكاس بسبب نقص الدواء. فهل ستتمكن الجهات المختصة من توفير حلول عاجلة قبل تفاقم الأزمة؟
ذات صلة:
قانون العقوبات البديلة.. التنزيل القضائي الٱجال وتنفيذ العقوبات
Discussion about this post