إيكوبريس متابعة –
يبدو أن سياسة التعمير في عاصمة البوغاز تأخذ منحنيات واتجاهات تعامل مختلفة في التنزيل والتطبيق، من لدن السلطات المعنية بمنح تراخيص البناء، إذ يختلف ذلك على ما يبدو، حسب المناطق، ولربما حسب الأشخاص ومكانة ملاك البقع الأرضية وتموقعهم الاجتماعي والمهني، وهذا ما يتناقض تماما مع توجهات الدولة ودستور البلاد.
وعكس باقي مناطق مدينة طنجة المشمولة منذ عدة أشهر بالمنع التام لكل آجورة، يريد صاحب بقعة أرضية أن يبدأها من الأرض، سواء في مقاطعة بني مكادة كما هو الحال في سيدي ادريس، والحرارين، وجماعة اكزناية، أو مقاطعة مغوغة كما هو الحال في الهرارش، بدعوى عدم توفر ملاك الأرض على الحد الأدنى من المساحة المسموح بها بالبناء، أو أن البقع الأرضية غير محفظة، أو لأسباب أخرى تندرج ضمن خانة التعقيدات الإدارية، في الوقت الذي يجب على الإدارة تبسيط وتسهيل الإجراءات على المواطنين، كما تحث على ذلك الخطب الملكية السامية، وينص عليها دستور البلاد.
فقد كشف شهود عيان، لجريدة إيكو بريس الإلكترونية، تنامي نشاط التعمير في منطقة مديونة المطلة على الواجهة الأطلسية قبالة شاطئ أشقار، إذ أظهرت المعطيات الموثوقة وجود أوراش بناء فيلات بطريقة عشوائية، من دون تعليق لوحة تعريفية بالمشروع وأصحابه أو الجهة المالكة والرقم التسلسلي للرخصة، والمختبر الهندسي ومكتب المراقبة، وغيرها من المعطيات التقنية الواجبة في دفتر الورش.
والغريب في الأمر، وفق ما رصدته مصادر جريدة إيكوبريس وشهود عيان، فإن عدد من أوراش بناء الفيلات في أنحاء متفرقة من منطقة مديونة، والتي ما تزال جارية على قدم وساق، مزودة بربط الكهرباء والماء الصالح للشرب، من أجل تشغيل الآليات واستخدامها في العناصر الضرورية لمواد البناء.
وقالت مصادرنا إن الأوراش العشوائية للفيلات تشتغل بهدوء وأريحية بشكل سري خاف عن الأنظار، خصوصا وأن معظمها يتواجد وسط غطاء نباتي مكثف أشجار وأغراس، تقدمت بمراحل متفاوتة في الإنشاء بين من ما تزال في الأساسات، ومن علت في طوابق إضافية على ريد شوسي.
فيلا مرتبطة باسم مهندس تثير الجدل بمنطقة مديونة
وضمن الأوراش الجارية أشغالها على قدم وساق، حسب مصادر محلية موثوقة، وجود ورش فيلا كبيرة لأحد المهندسين المعروفين بمدينة طنجة، حيث تسير الأشغال بوتيرة متسارعة لكسب الوقت من أجل إقامة بناية شاسعة حيث يظهر من خلال الأشغال صلابة الأساسات والأعمدة الخرسانية وفق تصميم هندسي فريد من نوعه، مقارنة بالمباني المجاورة.
وتضاربت الأقوال بين من قال بأن الورش تسير أشغاله في احترام لمسطرة قانون التعمير، وبين من يقول بأن البناء الجاري في الورش المثير للجدل بين ساكنة المنطقة، حيث يتم الحديث عنه بالاسم والصفة، غير مطابق للتصميم الهندسي المسموح به في التراخيص المتعلقة بتلك المنطقة.
ولم تتضح الصورة بعد هل الفيلا المرتبطة باسم المهندس المذكور، كم عدد الطوابق المحددة في الرخصة، وماذا إذا كانت عناصرها وفقراتها تحترم البنود المضمنة في دفتر الورش، إذ ما تزال عدد من الأسئلة الشائكة تتناسل إلى الواجهة في ظل كثير من اللبس المحيط بالموضوع.
تجدر الإشارة إلى أن تصميم التهيئة الحضرية لمدينة طنجة، يصنف منطقة مديونة وعاءا عقاريا مفتوحا أمام الفيلات، إذ يشترط أن لا تقل مساحة القطعة الأرضية عن 500 متر، على أن يقام البناء فوق مساحة 300 متر مربع، من أجل تناسق المظهر العام وإضفاء بعد جمالي على المشهد العمراني، خصوصا وأن المنطقة تتمتع بإطلالة مفتوحة على المحيط الأطلسي.
يذكر أيضا أن منطقة مديونة اكتسبت جاذبية لافتة في السنوات الأخيرة، مستفيدة من تعدد الولوجيات إليها بعد ربطها بشبكة طرقية متعددة الاتجاهات شرقا من جهة بوخالف، وجنوبا من جهة سيدي قاسم، وشمالا من جهة الرميلات، وهي العناصر المتكاملة التي فتحت شهية الباحثين عن الرفاه السكني الاستقرار فوق تراب هشبة مديونة الهادئة.