شهدت أسعار الدواجن في المغرب مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً، حيث تراوحت الأسعار بين 28 و30 درهماً للكيلوغرام الواحد بنهاية الأسبوع الماضي. هذا الارتفاع أثار استياء المواطنين ومربي الدواجن على حد سواء، وقد وصف العديد من الخبراء والباعة هذه الزيادة بأنها استثنائية مقارنة بالأوقات السابقة، مشيرين إلى تأثير عدة عوامل على السوق. وفي هذا السياق، ذكر المهنيون عدة أسباب رئيسية تقف وراء هذا الارتفاع:
1. نفوق الكتاكيت الصغيرة:
يعد نفوق عدد كبير من الكتاكيت الصغيرة بسبب الظروف المناخية القاسية من أبرز الأسباب التي ساهمت في زيادة الأسعار. فقد أدت التغيرات المفاجئة في الطقس إلى تدهور صحة الكتاكيت، ما أدى إلى قلة العرض في الأسواق وارتفاع الأسعار نتيجة لذلك.
2. انخفاض الجودة:
تشير التقارير إلى أن الظروف الجوية السيئة أثرت سلباً على جودة الدواجن، حيث أن بعض المزارع لم تتمكن من توفير بيئة صحية للكتاكيت. هذا أدى إلى تدني الجودة في بعض الأحيان، مما رفع الطلب على الدواجن عالية الجودة، وبالتالي زيادة الأسعار.
3. السياسات الحكومية السابقة:
يعد تأثير السياسات الحكومية السابقة، مثل تنظيم مزارع الدواجن وتوريد الأعلاف، أحد العوامل التي ساهمت في تدهور الوضع الحالي. هذه السياسات أدت إلى تقليص الإنتاج في الوقت الذي كان فيه الطلب على الدواجن في ازدياد، إضافة إلى ضعف الرقابة على بعض المزارع المحلية.
4. ارتفاع تكاليف الإنتاج:
من جانب آخر، يعاني مزارعو الدواجن من ارتفاع تكاليف الإنتاج، بما في ذلك أسعار الأعلاف والطاقة والعمالة. هذه الزيادة في التكاليف دفعت العديد من المنتجين إلى رفع الأسعار لتعويض هذه الزيادة.
5. زيادة الطلب في السوق:
يشهد السوق أحياناً زيادة في الطلب على الدواجن، لا سيما خلال العطلات والمناسبات، مما يزيد الضغط على العرض المتاح ويعزز من ارتفاع الأسعار.
نتيجة لهذه العوامل، يواجه المستهلكون زيادة كبيرة في أسعار الدواجن، مما يؤثر سلباً على ميزانياتهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي قد تشهدها بعض البلدان.
وفي إطار هذه التحديات، وجهت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم رسالة إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تطالبه بالتدخل لتنفيذ توصيات تقرير مجلس المنافسة المتعلق بأسعار الأعلاف. كما دعت الجمعية إلى عقد اجتماعات مع الوزارات المعنية بقطاع الدواجن لمعالجة الاختلالات التي يعاني منها القطاع.
وأكدت الجمعية على أهمية تفعيل دور المكتب الوطني للسلامة الصحية من خلال إلزامية تقديم شهادة الفراغ الصحي الموقعة من الطبيب البيطرى عند شراء الكتاكيت، بالإضافة إلى ضرورة تقديم دعم للمربين عبر تسهيل عمليات إصلاح المزارع وزيادة الإنتاج. كما دعت إلى توحيد جهود المربين لمكافحة احتكار الكتاكيت في السوق السوداء، والابتعاد عن شراء الكتاكيت بأسعار غير منطقية.
Discussion about this post