إيكوبريس من الرباط –
بعد كارثة الزالزل، شرعت دول عدة إلى عرض تقديم مساعدات إلى المغرب، ويرى مراقبون أن المغرب كدولة ذات سيادة فإنها صاحبة القول الفصل، فيما يتفق خبراء في مجال الإستجابة للكوارث أن بعض جهود الإنقاذ الدولية قد تكون سياسية بطريقة ما، وأنها تتسم بالتعقيد، وتشارك فيها الكثير من المنظمات والأطراف الفاعلة فيما يعتمد الأمر أيضا على ظروف أخرى.
قررت الرباط الموافقة على طلب تقديم المساعدة في زلزال الحوز من 4 دول فقط، هي بريطانيا وإسبانيا والإمارات وقطر، وقد مر أكثر من أسبوع على وقوع الفاجعة التي أودت بحياة حوالي 3 آلاف شخص، دون أن تُعلن الرباط قبول المساعدة من أي بلد آخر، ما يعني أن الوضع أصبح تحت السيطرة حاليا، وبالتالي يُستبعد وصول فرق دولية أخرى.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ».
وفيما يخص قبول المساعدة من الإمارات وقطر، فإنه يعتبر أمر بديهيا من طرف المغرب، باعتبارهما بلدان عربيان تربطهما علاقات جيدة به، خاصة أن المغرب سبق أن قدم مساعدات إلى قطر في وقت سابق، فإن اختياره لبريطانيا وإسبانيا دون غيرهما من البلدان الغربية، يبدو قرارا مدروسا ويحمل في طياته العديد من الرسائل، ويُرجح أن باريس هي أكثر العواصم المعنية بها.
وحسب العديد من التحليلات المستقاة من الصحف الدولية، فإن اختيار المغرب لإسبانيا، يرجع إلى خارطة الطريق الجديدة بين البلدين، التي تحث على التعاون والتنسيق الثنائي في كافة القضايا والأحداث، وفي نفس الوقت، فإن هذا الاختيار هو بمثابة تأكيد موجه من المغرب إلى فرنسا، مفاده أن إسبانيا هي الشريك الأكبر للمغرب والأكثر موثوقية، ولا سيما أن مدريد تجاوزت في السنوات الأخيرة باريس وأصبحت هي الشريك التجاري الأول للمملكة المغربية.
ويأتي اختيار المغرب للمساعدة الإسبانية في وقت تعرف فيه العلاقات تطورات إيجابية على أكثر من صعيد، خاصة بعدما أعلنت مدريد في مارس من العام الماضي، عن دعمها للحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، وهو ما يُعزز المكانة الإسبانية لدى المغرب على حساب فرنسا التي كانت هي الأقرب إلى الرباط منذ عقود طويلة قبل أن تتعنت في الاعتراف الكامل بسيادة المغرب على الصحراء.