الله يعمّرك طنجة وخيرها يُؤكل! والله يرحم المجذوب، لم يكن يعلم من سيأكل من خير طنجة…
في مشهد يحزّ في النفس، التقت صحيفة إيكوبريس مواطنين وثّقت عدستها احتجاجاتهم الكثيرة ووقفاتهم المتكررة منذ زمن طويل. وفي نقاش حول جديد ملفهم، كان الردّ صادمًا: لا شيء!
كيف؟ نعم، لا شيء!
كيف يُعقل؟ مئات المواطنين، وكل مواطن خلفه أسرة تنتظر… إذًا، نحن نتحدث عن آلاف المواطنين.
لكن، ألم تكن خمس عشرة سنة كافية؟!
مات من مات، ومرض من مرض، وكبُر الأولاد، وصاروا شبابا، ولا جديد يُذكر.
هل يمكن أن نقول إننا لا نملك إدارات أو مؤسسات تعمل على حلّ مشاكل المواطنين؟!
أم أننا نعيش حالة فراغ ؟!
كيف يُعقل أن تصل هذه الملفات إلى قنوات عالمية، ولم تصل بعد إلى مكاتب صُنّاع القرار؟!
أراضٍي مثل سيدي دريس، والعوامة، وظهر القنفود، وغيرها… شابت لها الولدان و لا حلول تُذكر.
فما جدوى هذه الإدارة إذا كانت لا تجد الحلول ؟ وما غاية وجود الإدارة أصلا إذا كانت لن تجد الحلول ؟؟
عمدة يراوغ، ورؤساء مقاطعات لم تعد لهم صلاحيات، وقسم التعمير بالولاية يَغلق أبوابه في وجه المواطنين، والوكالة الحضرية تلعب العشرة على الجميع، هي الكل في الكل لكن لا تقدم أي شيء في نفس الوقت.
رغم أن الأمر لا يتعلق سوى بإنجاز وثيقة تقنية منظمة للتعمير، أو اقتراح أماكن عيش بديلة صالحة للسكن اللائق.
المؤسسات المذكورة جلّ اهتمامها منصبٌّ على المشاريع الكبرى، أما “الدرويش” فليس له إلا الله، ولا غير الله.
فهل بعد كل هذا يمكن أن نُلزم هذه الفئة بحبّ الوطن والمواطنة؟
أم أننا أمام حالة هروب إلى الأمام، وترك الجمل بما حمل… من أجل سواد عيون الفيفا؟
أسئلة كثيرة لم يجد لها جوابًا لا الصحفي، ولا المحلل السياسي، ولا المهندس، ولا حتى “مول الديطاي”…
ويبقى الدستور، للأسف، حبرًا على ورق في ظلّ وجود ملفات تُركت في الزنزانة المُهملة.
Discussion about this post