إيكوبريس متابعة-
يكاد يتكرر سيناريو الانقلاب على إلياس العماري والإطاحة به من قيادة حزب الأصالة والمعاصرة سابقا، مع القيادي البارز عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيس فريقه النيابي في البرلمان، ونائب رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة سابقا، وعضوه حاليا، نور الدين مضيان، ولو بطرق وأساليب مختلفة.
ذلك، أن نور الدين مضيان يجد نفسه هاته الأيام في فوهة بركان مشتعل لا تكاد تخمد فوهة فورانه، فقد بدأت تنكشف معالم من يحرك الثائرة على القيادي الريفي البارز في حزب علال الفاسي، من أجل إبعاده نهائياً عن الحزب، لفسح المجال لأنفسهم بالتبرع على مناصب المسؤولية.
وهكذا وصل “الاقتتال” الداخلي إلى منعطف لا رجعة فيه، بعدما خرج إليها بوجه مكشوف، أحد الأذرع الفاعلة فيه، والذي انبرى “مدافعا” عن الشرف متخذا واقعة نور الدين مضيان السابقة مطية لتحقيق أهدافه الشخصية.
هكذا وجه محمد سعود، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، يوم أمس الخميس، رسالة إلى الأمين العام، نزار بركة، يطالبه فيها بـ”التجميد الاحتياطي لعضوية نور الدين مضيان بالفريق الاستقلالي بمجلس الجهة، إلى حين البث النهائي في ملفه المعروض على أنظار القضاء”.
فهل وصل الخبث السياسي داخل أعرق الأحزاب إلى هاته المظاهر من الانفلات وتصفية الحسابات والانتقام، عوض احتواء الوضع وستر جرة رجال ونساء الحزب، من باب من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بالحجر.!!
ألم يكن حريا بمحمد سعود الذي لم يقدم شيئا ملموسا لإقليم العرائش، كما يقول المتابعين للشأن المحلي والجهوي، سوى ما يعرف عنه الجميع من تحركات شؤون أعماله ؟؟
بالمقابل ألم يتورط نور الدين مضيان في منحدر سحيق لا يليق بمقام سياسي مثقف قل أمثاله في الحضور البرلماني والمساهمة التشريعية البناءة وإثراء النقاش السياسي ؟؟ ألم يكن حريا به تفادي المصيدة التي أوقعوه فيها حتى لا يفرغ المجال للغوغاء والتافهين والمتسلقين بالطرق المعروفة الهرم الحزبي، والخروج بكل سنطيحة من المشهد السياسي ؟؟
ولعل أبلغ درس يؤخذ من هذا الذي حصل مع إلياس العماري ونور الدين مضيان، أن بعض “إخوة” السياسة ممن ينادون بعضهم الأخ أو الرفيق في الحزب، ليسوا سوى ثعالب تتربص بمن يخطئ لكي تركعه على رأسه وتأخذ مكانه أو منصبه في الحزب، لكن ثمة من يقول بأن بعض الزعامات الحزبية التي لا تفهم كرسي المسؤولية أو تتغطرس فيها، لا يصلح من مقاربة في الإطاحة بها سوى المكر والضرب من تحت الدف.