حزب الأصالة والمعاصرة بطنجة..سيطرة انتخابية رغم التفكك التنظيمي
لعل ما يثير الاستغراب من حزب الأصالة والمعاصرة في مدينة طنجة سيطرته انتخابيا على الرغم من تعطله تنظيميا منذ سنوات.
ويكفي أن الحزب المفكك تنظيميا يقود المجلس الجماعي بطنجة، ومجموعة جماعات البوغاز، ومجلس الجماعات بالشمال، ويسير مقاطعتي السواني وامغوغة، كما أنه ممثل بثلاثة نواب لعمر مورو رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة.
مظاهر التفكك التنظيمي
إن ما يعكس هذا التمزق التنظيمي داخل حزب التراكتور مباشرة القيادة المحلية للحزب إجرءات عزل 3 مستشارين جماعيين من مجلس جماعة طنجة، ذلك أنه قدم دعوى قضائية للمحكمة الإدارية من أجل تجريدهم من عضويتهم بمجلس المدينة.
وقد استندت القيادة المحلية في مباشرة إجراءات العزل إلى مخالفة المستشارين الثلاثة: فاطمة الزهراء بوبكر، وعبد الحميد بوشعيب، ومنية زيون توجه الحزب، حينما صوتوا في دورة المجلس الجماعي الأخيرة ضد نقطة تتعلق بسوق الجملة سيدي احساين.
كما أن ما يعزز القول بتفكك البام تنظيميا يتمثل في تجريد عبد اللطيف الغلبزوري أحمد الوهابي رئيس جماعة تازروت، حيث ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، من عضوية الحزب على خلفية شروعه بحكم قضائي يقضي بالإفراغ في حق نبيل بركة زوج فاطمة الزهراء المنصوري، ونقيب الشرفاء العلميين.
وكان أحمد الوهابي أوضح في تصريحات إعلامية أنه رفع دعوى قضائية ضد نبيل بركة، في أثر امتناعه، منذ أبريل 2015، عن أداء واجب كراء ثلاثة منازل من الجماعة، بعد وفاة أبيه عبد الهادي بركة الذي وقع عقد الكراء مع الجماعة عام 2004.
ثم إن تقديم حسن المزدوجي كبش فداء في القضية التي اشتهرت باسم “العمدة مون بيبي” يكشف بجلاء التفكك العميق الذي يعيشه الحزب محليا.
وهاهو اليوم أصبح نسيا منسيا يقضي عقوبته خلف القضبان، بعدما تنكر له الحزب حتى أنه جمد عضويته، وتركه يواجه مصيره فردا، دون أن يشفع له تصديه لضربات الخصوم الإعلامية بوصفه مستشار العمدة الإعلامي.
الغلبزوري وإلغاء الدينامية التنظيمية
المعلوم أن إلغاء الدينامية التنظيمية داخل حزب البام في طنجة واعتماد سياسة الدكاكين الحزبية وثيق الصلة بتولي الغلبزوري مسؤولية المنسق الجهوي للحزب سنة 2017.
وهناك إجماع في وقتنا الراهن على ضمور الحزب تنظيميا بالمقارنة مع مرحلة مخاض التأسيس، إذ لم يعد يسجل أي موقف تجاه الفعل السياسي سواء كان داخليا أو خارجيا.
ولا يلوح في الأفق أن حزب التراكتور عازم على تغيير استراتيجيته ما دام الغلبزوري متربعا على رأس الأمانة الجهوية لمدة تقارب 8 سنوات.
هذا، ويمثل استمرار الغلبزوري في الأمانة الجهوية مكافأة له على دوره البارز في الإطاحة بحكيم بنشماس، بقدر ما يشكل انتصارا للتيار الذي يقوده وهبي وبنسعيد والمنصوري داخل الحزب.
Discussion about this post