إيكوبريس مريم بنعلي –
تحولت مظاهر إحياء طقوس تراث بوجلود، في بعض مناطق جنوب المغرب، والتي تتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك، إلى تصرفات همجية وسلوكيات عدوانية، من بين ضحاياها أطفال صغار وفتيان يافعون، وشبان قاصرون، من الإناث والذكور.
وشهدت مدينة القليعة (25 كلم جنوب شرق مدينة أكادير مواجهات وتراشق بالحجارة وتبادل للعنف والضرب باستعمال وسائل صلبة في الشارع العام الرئيسي للمدينة، عشية اليوم الجمعة، حيث وجدت قوى الأمن (الدرك الملكي والقوات المساعدة) صعوبات في تفريق عناصر بوجلود.
وعاين مراسل صحيفة إيكوبريس الإلكترونية مشاهد الضرب وتبادل العنف بين مجموعات بوجلود، كما شوهد بعضهم يعتدي على الأطفال بالضرب المبرح، والأمهات اللواتي خرجت لمشاهدة المهرجان الاحتفالي وجدت أنفسهم في مهمة الدفاع عن النفس.
في سياق متصل؛ قالت أم طفل يبلغ من العمر 10 سنوات تقطن في في حي الشهداء بمدينة آيت ملول، إن ابنها تعرض لضرب مبرح باستخدام أنبوب بلاستيكي صلب، من طرف مجموعة من الشبان يرتدون ملابس بوجلود، ويغطون وجوههم بأقنعة تخفي ملامحهم.
وقالت الأم في حديث مع صحيفة إيكوبريس، إنها أرادت التوجه إلى مركز الشرطة مساء أمس الخميس، من أجل تقديم شكاية ضد مجهولين سلخوا ابنها بالضرب المبرح، لكنها لم تتمكن من التعرف على هويتهم.
نفس التصرفات رصدها الفاعل الجمعوي، بمدينة القليعة، الحسن عبد الصمد، حيث قال بأن ظاهرة الاحتفال بطقوس بوجلود خرجت عن طورها الاحتفالي وتحولت إلى سلوكات جاهلية، وصلت حد تراشق مجموعات بوجلود بالحجارة فيما بينهم وسط الأزقة والأحياء السكنية، مما خلف ذعرا وقلقا بين الناس.
ومع تزامن تنظيم مهرجان بوجلود، تصاعدت أصوات فعاليات أمازيغية تنادي بإلغاء مظاهر الاحتفال، نظرا لأنها تعكس تخلفا وتصرفات بدائية لا تمت للتراث الأمازيغي الحر بأية صلة.