إيكوبريس بريس من طنجة-
لعل المغاربة يحنون إلى تلك الأيام التي كانوا يتجمعون فيها عند عربات الهندية في فصل الصيف ليتناولوا ما تيسر منها، مقابل نصف درهم للحبة الواحدة، بعدما وصل ثمن الحبة اليوم إلى حدود 8 دراهم.
فتصور معي أن 5 حبات من الهندية فقط ستكلفك 40 درهما! وهنا تكمن خطة الحكومة الذكية في الترويج لمنتوجاتنا الطبيعية، إذ سترتقي الهندية بهذه الطريقة إلى قائمة الهدايا التي بإمكانك أن تقدمها للأحبة في الأعياد والمناسبات.
والأغرب من ذلك، أن ثمن 4 حبات من هذه الفاكهة الشوكية بلغ 80 درهما في بعض المراكز التجارية المغربية، ومن الآن فصاعدا صار من الممكن أن تحمل معك علبة تتضمن 4 هنديات، وتقصد منزل حبيبتك لتطلب يدها للزواج، وتقطع بذلك مع سكر القالب الذي صمد لعقود طويلة عربونا للمحبة!
وما يغيب على الكثيرين أن الحكومة تغض الطرف عن ارتفاع ثمن الهندية، وتتفادى القضاء على الحشرة القرمزية التي أفسدت فاكهة الدراويش، ذلك أنها تستحضر أضرار الإفراط في تناول الهندية، وتحرص كل الحرص على سلامة بطون المواطنين من الإمساك.
فالحكومة القريبة إلى المواطنين من أنفاسهم تسهر على راحتنا، إذ إنها تعلم أن بطوننا الخاوية بفعل غلاء الأسعار، ستتضرر بشدة من الهندية والخبز الحافي، لو ظل ثمنها في المتناول.
الآن سيصبح سطل الهندي أكثر قيمة من سطل الحلوى الذي ربطتنا به ذكريات جميلة أيام الطفولة، ونحن نبذل قصارى جهدنا ابتغاء العثور عليه، مثلنا كمثل الباحث عن كنز ثمين، وستحرص أمهاتنا على إخفائه في مكان لا يخطر على بال…