إيكو بريس متابعة –
يجد المرضى المغاربة أنفسهم حين تستدعي حالتهم الصحية الذهاب إلى المستشفيات والمصحات، مطالبين برزم كبيرة من التحاليل الطبية والتي يحرر وصفاتها الطبيب بعد عدم القدرة على تشخيص أسباب الداء بدقة، في إطار البروتوكول العلاجي.
لكن في كثير من المرات، يقع المريض ضحية تبديد أموال باهضة في إجراء تحاليل طبية، ثم يتضح لاحقا أنها لم تكن مجدية، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مدى اختيار صنف التحليل الطبي، ومدى ملائمته للفحوصات والتدخل الجراحي او الاستشفائي، مما يؤدي إلى استهداف القدرة الشرائية للمواطن، ناهيك عن ضياع الجهد والوقت، ثم حالة الترقب تحت ضغط انتظار نتائج التحليلات.
لكن المعضلة الكبرى، التي يصادفها عموم المرضى المغاربة، وهي عدم قدرة المختبرات المغربية إجراء أنواع كثيرة من التحليلات الطبية، خصوصا الباهضة التكلفة، مما يثير أسئلة مقلقة حول أسباب وبواعث هذا الاختيار القسري الذي لا قبل للمريض أن يعارضه، حين تخبره المختبرات أنها ستبعث عينات الدم أو المواد العضوية إلى فرنسا قصد فحصها والتعرف على نتائجها، مما يستغرق ما لا يقل عن 96 ساعة من الوقت ذهابا وإيابا فقط في الإرساليات.
وتساءلت مصادرنا، عن ماهية الأسباب أو الاختلالات إن صح التعبير التي تجعل بلدا بأكمله يعجز عن تقديم هاته الخدمات الطبية التي يمكن اعتبارها تندرج ضمن السيادة الصحية.
وتساءلت المصادر هل يكمن الخلل في غياب المعدات أم في غياب المواد التفاعلية réactive، علما أن التكلفة ستكون متقاربة أو أقل بكثير.
ويظل هذا العجر مريبا ومقلقا أكثر، خصوصا في سياق توجه الدولة نحو الصناعة المحلية للدواء، بعدما تقرر إنتاج الأدوية الجنيسة، في سياق التصدي لبعض «اللوبيات» التي تحقق أرباحا من أنظمة التغطية الصحية.
إذ يمكن استنتاج خلاصة مهمة، أنه إذا حضرت الإرادة السياسية فلن تعوز الأدمغة المغربية الكفاءة المطلوبة لصناعة أدوية أو حتى مواد أولية للتحليلات أو استغلال معدات وآليات ومواد مستوردة في القيام باختبارات تحليلية مهما بلغت صعوبتها وتعقيداتها العلمية.
لذلك، وفي سياق توجهات الدولة نحو إصلاح المنظومة الصحية بشكل جذري ومتكامل، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار التقصير الحاصل في إمكانيات المختبرات المغربية مما يجعلها عاجزة عن إجراء تحاليل وإرسال عينات المواطنين إلى دولة أجنبية من أجل فحصها وقراءتها العلمية ثم انتظار إجاباتها بعد مدة طويلة تستغرق ما بين أسبوعين وشهر في بعض الأحيان.