عقد رئيس جماعة اكزناية محمد بولعيش، بعد عصر اليوم الأربعاء، اجتماعا تواصليا مع ممثلين عن بعض فعاليات المجتمع المدني، وذلك بحضور مدير المصالح، وفي غياب تام لنواب الرئيس والأعضاء بما فيهم المكلف بالجمعيات، حيث أكدوا جميعهم عدم ربط الاتصال بهم ولا إخبارهم بالموضوع، وهو ما نال إعجاب الغائبين الذين صفقوا له، وأخلصوا له الدعوات بالتوفيق، تقول مصادر إيكوبريس.
وقالت مصادر حضرت الاجتماع الذي كان عنوانه العريض “إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغني بعضكم بعضا”، وذلك بحضور عدد محدود من الجمعيات من أصل 113 جمعية في اكزناية، أن جدول أعمال اللقاء تضمن 3 نقط أساسية.
وتضم من النقطة الأولى كلمة تأطيرية لرئيس مجلس جماعة اكزناية تحدث فيها عن سياق عقد الاجتماع، والهدف من اللقاء، كما تطرق إلى ظروف وملابسات قضية شخصية تتعلق به، والتي تناولتها وسائل الإعلام الوطنية نهاية الأسبوع الماضي، داعيا إياهم عدم تصديق الإشاعات.
ونفى محمد بولعيش، أي صلة له بالكلام الذي روحت له بعض الصحف، بخصوص ما وقع معه مؤخرا، نافيا بشكل قاطع أن يكون قد وقع في مخالفات إدارية في التسيير، وأكد على نزاهته ونظافة يده، نظرا لكونه رجل أعمال ولا يطمع في ميزانية الجماعة أو تعويضاتها، على حد قوله.
أما النقطة الثانية فتتعلق بتسمية الأحياء والأزقة، أما النقطة الثالثة فتضمنت مناقشات مفتوحة تقدمت من خلالها الجمعيات بمداخلات تشخيصية للأوضاع، حيث وصفت المصادر انها رسمت صورة بدون مجاملات حول غرق المنطقة في الأوحال الوسخة، وتدهور المرافق العمومية مثل المركز الثقافي الذي تحول محيطه الخارجي إلى سوق الفراشة.
وأيضا تدهور حالة أسواق القرب والتي تسببت في انتشار ظاهرة العربات المجرورة، واحتلال الأرصفة والطرقات، إضافة إلى تدهور خدمات الإنارة العمومية تغرق الأحياء في الظلام، وتأخر تبليط وتجهيز عدد من الأحياء، ثم الكارثة العظمى في جماعة اكزناية، هي قطاع النظافة الذي أرجع المدينة 10 سنوات إلى الوراء وأدخلها في خانة الجماعات القروية المهمشة.
وتفاعلا مع مداخلات الجمعيات، قالت مصادر صحيفة إيكو بريس، أن محمد بولعيش أطلق وعوده بإنجاز الإصلاحات التنموية، وتعهد بالعمل الميداني بكل جدية، رغم أن تلك الوعود هي نفسها التي سبق أن تطرق إليها رئيس جماعة اكزناية في اجتماعات سابقة، لكن ما تم إنجازه من مشاريع تدهورت حالته المادية، أو لم يدخل حيز الخدمة، فيما لا تزال مناطق كبيرة بدون مشاريع تنموية، وذلك على بعد سنة ونصف من انتهاء الولاية الانتخابية.
إلى جانب ذلك، عبر محمد بولعيش عن انزعاجه وامتعلضه الشديد من الأخبار التي راجت عنه في بعض المنصات الإخبارية، متهما بشكل ضمني (خصومه) دون أن يسميهم، بتوريطه في القضية، حيث استعار نظرية المؤامرة ضد شخصه.
ورغم أن بعض الصفحات الوهمية في اكزناية، لا تستغني أحدا إلا الرئيس نفسه، بل إن بعضها يقدس الرئيس و ترفع له التبجيل والولاء، مقابل الإساءة والسب والقذف في حق نواب الرئيس والأعضاء الذين لم يتشربوا في صغرهم “حليب الذل”، ولا يخضعونوللابتزاز والمساومة، إذ أن تلك الصفحات تفهم مرونة موافقهم تارة بالمعارضة وتارة بإبداء الرأي وفق رأي الرئيس، بأنه “عصيان مبين” ويجب تربيته وتطويعه عبر صفحات التشهير والسب والقذف.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع تم من دون إخبار ولا استدعاء نواب رئيس جماعة اكزناية، بما فيهم المكلف بجمعيات المجتمع المدني، وهو ما يؤكد استمرار حالة الصراع السياسي الصامت داخل مجلس جماعة اكزناية، والذي جعل السلطات تقف على الحياد، في حين يتكبد المواطنون ضريبة هذا الصراع الفارغ من أي مصلحة عامة.
















Discussion about this post