في واقعة أثارت موجة من الغضب والاستياء، مكنت حملات أمنية واسعة النطاق، من ضبط ضيعات تسقي الفلاحة من مياه “الواد الحار”.
ضيعات تسقي الفلاحة من مياه الواد الحار
وطالت العملية ، التي أشرف عليها قائد المركز القضائي للدرك الملكي بسرية بوسكورة، أزيد من 150 هكتارا من الضيعات. وهو ما يعتبر كارثة بيئية وصحية مستفحلة منذ سنوات في إقليم النواصر.
ووضعت العملية، وفق ما كشفت عنه صحيفة الصباح، حدا لممارسات مخالفة للقانون والتدابير الصحية كانت تجري في الخفاء. وفضحت شبكة من المتورطين ادّعوا الاستثمار في الفلاحة، فيما تشكل ممارساتهم خطرا على صحة المواطنين.
“الواد الحار”.. من مصدر قذارة إلى وسيلة سقي المنتجات الفلاحية
وطالما ارتبطت مياه الصرف الصحي في أذهان الناس بالقذارة والرائحة الكريهة. واعتُبرت دائما سببا مباشرا لانتشار الأمراض. ولكن تحولت في هذه الحالة إلى مصدر لري الخضروات والفواكه، وحتى أعلاف الماشية.
وهو ما شكل صدمة للرأي العام.
وقد تسربت صور ومقاطع فيديو توثق استعمال هذه المياه الملوثة في الري. وأثار ذلك فزع المواطنين. وكشف عن واقع مرير ظل لسنوات طي الكتمان، قبل أن تعجل يقظة السلطات بوضع حد له، في ظل تنفيذ شعار: “لا تسامح مع المتلاعبين بصحة المغاربة”.
عامل الإقليم يدق ناقوس الخطر ويتحرك
وحرصا على حماية صحة السكان، تحرك جلال بنحيون، عامل إقليم النواصر، بإصدار تعليمات صارمة للسلطات المحلية بالتحقيق الفوري في الضيعات المشبوهة.
وتضمن التقرير الذي رفعه العامل إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، معطيات خطيرة. وقد استدعت تدخل النيابة العامة وإعطاء الضوء الأخضر للدرك الملكي من أجل مباشرة أبحاث ميدانية شاملة.
وأسفرت الأبحاث عن كشف شبكة من الفلاحين والمستثمرين المتورطين في هذه الجرائم البيئية.
الجفاف.. ذريعة للتلوث؟
وفي ظل شح المياه وتوالي سنوات الجفاف، لجأ بعض المستثمرين إلى ما وصفوه بـ”الحل العملي”. واستخدموا مياه الواد الحار لتقليص التكاليف المرتفعة للسقي التقليدي. وذلك في ضرب صاره لصحة المواطنين.
وكشفت التحقيقات الأولية أن هذه الممارسات مستفحلة في ضيعات تنتج محاصيل موجهة للاستهلاك البشري وأخرى لتغذية الماشية، مثل الشعير والخرطال والفصة.
تخريب منشآت عامة وتورط أسماء وازنة
وفي هذا السياق؛ مكنت حملة مداهمة، شاركت فيها السلطات المحلية ومركز البيئة الجهوي وفرقة التشخيص القضائي، من ضبط المتورطين في حالة تلبس.
وجرى ضبط المشتبه فيهم وهم يقومون بضخ المياه العادمة عبر قنوات تمتد من محطة التصفية ببرشيد إلى الضيعات المعنية. وذلك باستخدام معدات متطورة.
وعمد المشتبه فيهم كذلك إلى تخريب منشآت عمومية من أجل تحويل مجاري الصرف الصحي وتركيب مضخات قوية تشتغل بالغاز والبنزين. وذلك بهدف تأمين تدفق مستمر لمياه الواد الحار إلى أراضيهم.
ووفق التحقيقات الجارية، تم الاستماع إلى أكثر من 15 مشتبها فيهم. وضمنهم رئيس جماعة سابق، أثبتت الأدلة تورطه في هذا المخطط.
ذات صلة:
عرقلة مصالح المواطنين ومشاريع مقاطعة بالبيضاء بسبب غياب الرئيس
Discussion about this post