إيكوبريس من طنجة- إلياس الميموني
لا حديث في الصحافة الرياضية المغربية إلا عن طه بنغوزيل، صانع أفراح المنتخب المغربي، في مونديال إندونيسيا لأقل من 17 عاما، بتصدياته الرائعة والخارقة للعادة، خاصة أثناء ركلات الجزاء، أمس الثلاثاء، ضد المنتخب الإيراني القوي.
وقد رأى طه بنغوزيل النور يوم 18 يونيو لعام 2006، بمدينة المحمدية، عاصمة الزهور، وورث حب حراسة المرمى أبا عن جد.
بدأ مسيرته عصاميا بالتدرب وحيدا في غرفته الصغيرة لما كان طفلا صغيرا، وهكذا جعل سرير نومه وسيلة للارتماء على الكرة، التي كان يرطمها على الحائط، محاولا صدها مرة تلو أخرى.
في أحد الأيام رآه والده صدفة وهو يتدرب داخل غرفته الصغيرة في تلك الحال، فقرر أن يتكلف بتدريبه على رمال شاطئ المحمدية، إذ وفر له خمس كرات أو ستا، وصنع له المرمى مستعملا شباك الصيد.
طه بن غوزيل تدرب أول الأمر على يد والده رشيد، الذي كان حارسا سابقا للمرمى، كما تلقى أبجديات الحراسة من قبل جده عبد السلام، الذي جاور أساطير الكرة المغربية، ضمن شباب المحمدية في أواسط السبعينيات، وفي طليعتهم: الحارس الطاهر الرعد، والموهوبان أحمد فرس، وحسن عسيلة.
ثم انتمى إلى مجموعة من المدارس الكروية بمسقط رأسه المحمدية، فكانت الانطلاقة من مدرسة لابيطا فوت، وانتقل بعدها إلى مدرسة الأمل، قبل أن يحط الرحال في مدرسة لانوريا سنة 2012، إلى أن التقطته عيون كشافة أكاديمية محمد السادس وضمته إلى صفوفها عام 2015.
الحارس الواعد الذي نال حب المغاربة حينما وقف كالأسد في وجه اعتداءات لاعبي الجزائر، أثناء نهائي كأس العرب صيف 2022، يسير اليوم على خطى عملاق الحراسة العالمية ياسين بونو، متميزا ببراعته في صد ركلات الجزاء، التي مكنته أكثر من مرة من قيادة أشبال الأطلس إلى مراحل متقدمة في المنافسات الإقليمية، والإفريقية، والعالمية. وما مباراة إيران عنا ببعيدة!
ولا شك أن تألق الحارس، البالغ من العمر 17 سنة، قد يفتح له أبواب الانتقال إلى عملاق الكرة المغربية الوداد البيضاوي قياسا إلى عشقه الشديد الفريق الأحمر، أو قد يحمله على جناح السرعة إلى الملاعب الأوروبية ليجود مهاراته، ويحسن أوضاعه المادية، ويعد العدة لخلافة ياسين بونو في حماية عرين أسود الأطلس خلال السنوات القليلة المقبلة.
Discussion about this post