إيكوبريس من طنجة-
مع إسدال الستار على دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، فإن الإخفاق المغربي بات يزعزع كراسي مسؤولين كبار أبرزهم ستة.
وعلى الرغم من الإنفاقات المالية الكبيرة التي بلغت اليوم 8 مليارات سنتيم.
لم يتمكن المغرب إلا من تحقيق ميداليتين من أصل 43 ممكنة أو أكثر بقليل.
وكان سفيان البقالي أهدى المغرب ميدالية ذهبية في سباق 3000 متر موانع، قبل أن يحقق المنتخب المغربي لكرة القدم ميدالية برونزية.
وفي آخر أيام التباري، لم تقو فاطمة الزهراء أبو فارس على التتويج بميدالية في التايكوندو، مثلما أخفقت فاطمة الزهراء كردادي في خطف ميدالية ضمن ماراثون السيدات.
ولا يمكن أن يكون المسؤولون الستة في منأى عن المحاسبة، حتى إن حاولت بعد الجهات الركوب على الموجة، ولفت الانتباه إلى أن ثمار المشاركة المغربية في باريس أفضل من طوكيو.
فيصل العرايشي رئيس اللجنة الأولمبية
يقضي فيصل العرايشي 7 سنوات كاملة على رأس اللجنة الأولمبية المغربية.
وقد سهر على استعدادات المغرب للمشاركة في دورتين أولمبيتين، هما: طوكيو 2020 وباريس 2024.
ذلك أنه أنفق ما يقارب 11 مليار سنتيم في هاتين الدورتين من أجل التتويج بثلاث ميداليات فقط.
والغريب في الأمر أن العرايشي، ذا ال63 عاما، مسؤول أخطبوط يتولى أكثر من مسؤولية في الوقت نفسه.
ويتقلد ابن مكناس إلى جانب رئاسة اللجنة الأولمبية منصبين رفيعين، وفي مقدمتهما:
رئاسة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة سورياد-دوزيم منذ ربع قرن، ابتداء من عام 1999.
ولا داعي للحديث هنا عن أحوال التلفزة المغربية بأستديوهاتها التي لم تواكب تطور الإعلام، ومضامين برامجها التي لا تشفي غليل المشاهد المغربي.
كما يقود الرجل الجامعة الملكية المغربية للتنس لأكثر من 15 عاما، والكل يعلم التراجع المخيف الذي يشهده المغرب في رياضة الكرة الصفراء.
عبد السلام أحيزون رئيس جامعة ألعاب القوى
لم يفارق كرسي رئاسة الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى منذ 2006، منفقا المليارات طيلة 18 عاما مقابل نتائج متواضعة.
وحققت ألعاب القوى المغربية في عهد أحيزون 6 ميداليات في بطولة العالم، و5 ميداليات أولمبية.
في حين استطاع هذا النوع الرياضي حصد 24 ميدالية عالمية و13 ميدالية أولمبية قبل 18 سنة على تولي الرجل مهام تسيير ألعاب القوى المغربية.
ثم إن رياضة أم الألعاب في البلاد على عهد صاحب شركة اتصالات المغرب فقدت تمثيليتها في أصناف أحكم المغرب سيطرته عليها لسنوات.
والحديث هنا عن سباق 1500 متر رجال، وسباق 800 متر سيدات، وسباقي 5000 و10000 رجال..
عبد الجواد بلحاج رئيس جامعة الملاكمة
على امتداد 22 سنة كاملة، لم يتخل عبد الجواد بلحاج عن مهمته رئيسا للجامعة الملكية المغربية للملاكمة.
وأخفق القفاز المغربي على عهد بلحاج في رفع الراية المغربية عاليا في المحافل العالمية والأولمبية.
والأخطر أن الملاكمة المغربية فقدت تمثيلية الرجال في دورة باريس الأخيرة، على حين اكتفت تمثيلية النساء بثلاث ملاكمات فقط.
كما قنع الفن النبيل تحت إشراف بلحاج بمنح المغرب ميدالية أولمبية يتيمة في دورة ريو دي جانيرو سنة 2016، حينما حقق الملاكم محمد ربيعي نحاسية وزن 69 كلغ.
وفي خطوة أشبه بذر الرماد في العيون، قام الرجل، في الساعات القليلة الماضية، بإقالة عثمان فضلي، مدير اللجنة التقنية، من منصبه على خلفية فشل الملاكمة المغربية في باريس.
دريس حسا رئيس جامعة السباحة
ليتهم لم يغرقوا بهذه العبارة الساخرة علق الجمهور المغربي على مغادرة السباحين المغاربة الأدوار الأولى من المنافسات ضمن أولمبياد باريس.
ولعل الكثيرين لم يكونوا ليعرفوا من قبل أن إدريس حسا يعتلي كرسي رئاسة الجامعة الملكية المغربية للسباحة.
لولا أنه لم يصبح رئيسا مؤقتا لنادي الوداد البيضاوي لكرة القدم قبل شهر من الآن.
ويسبح الرجل بجامعة السباحة المغربية ضد تيار الإنجازات لما يزيد عن 10 سنوات، على الرغم من توفر البلاد على واجهتين بحريتين.
إدريس الهلالي رئيس جامعة التايكوندو
يضطلع إدريس الهلالي بقيادة الجامعة الملكية المغربية التايكوندو في تجربة ثانية انطلقت منذ عام 2014.
وكان خاض تجربته الأولى مطلع الألفية الجديدة، التي امتدت من 2001 إلى 2010.
وخلال 19 سنة متقطعة قضاها الهلالي على هرم جامعة التايكوندو لم تتزين أعناق المبارزين المغاربة بالميداليات إلا في مرات لا تتعدى أصابع اليد الواحد ضمن بطولة العالم.
أما على الصعيد الأولمبي فاكتفى التايكوندو المغربي تحت قيادة الهلالي من تدوين مشاركته في 6 دورات ما بين 2004 و2024.
شكيب بنموسى وزير التعليم والرياضة
في معظم المحافل الرياضية الكبرى يغيب المغرب عن ركب الدول المتزعمة، ويتموقع في المراتب السفلى.
حتى أن الإنجازات القليلة التي يحققها يعود الفضل فيها إلى الأبطال ومجهوداتهم الذاتية التي لا تمت بصلة إلى سياسة الدولة في المجال الرياضي.
وهنا تظهر مسؤولية وزير التعليم والرياضة شكيب بنموسى الذي فشل في جعل التلميذ المغربي في قلب الرياضة.
فهل يعقل أن تفتقر مؤسسات تعليمية إلى ملاعب رياضية في قلب عدد من المدن الكبرى؟
وهل تكون البوادي المعزولة أفضل حالا، وهي التي تفتقر إلى شبكة الطرق والمياه وأبسط ظروف العيش؟
كما أن إحداث وزارة التعليم مسارات ومسالك رياضة ودراسة في السنوات القليلة الماضية لم يُؤت أكله.
وهذا ليس غريبا في ظل غياب البنيات الرياضية داخل المؤسسات التعليمية و ضعف تكوين الأساتذة…
Discussion about this post