برنامج “المطعم الصيني”.. هدية من ذهب للسياحة في طنجة
بقلم: ابتسام خزري
تعيش مدينة طنجة، وتحديدا قلبها التاريخي العريق، هذه الأيام على إيقاع حدث استثنائي يتمثل في تصوير الحلقة التاسعة من البرنامج الصيني الشهير “المطعم الصيني”. ويُعد من بين أكثر البرامج مشاهدة في الصين والعالم. وتشير التقديرات إلى أن حلقاته السابقة سجلت ما يقارب 3 ملايير مشاهدة.
برنامج “المطعم الصيني” بطنجة.. هدية من ذهب للسياحة في المدينة
واختار فريق البرنامج مدينة طنجة، وتحديدا منطقة “باب العصا” بالقصبة، لتكون وجهة التصوير التالية بعد فرنسا. وذلك لأسباب متعددة أبرزها، وفق ما صرح به يوسف شبعة، فاعل سياحي وصاحب مقهى “الشريفة” المجاور لموقع التصوير، توفر المدينة على مقومات فريدة قلّما تجتمع في مكان واحد.

وأضاف شبعة، في تصريح لـ”إيكو بريس”، أن طنجة “مدينة آمنة، نظيفة، وتتمتع بمشهد بانورامي ساحر يُعرف بـ’خليج طنجة’، وهو نفس المنظر الذي ألهم الفنان الفرنسي هنري ماتيس في لوحاته”. وهي كلها عوامل دفعت نحو تصوير برنامج “المطعم الصيني” بطنجة.
وأكد شبعة أن البناية البيضاء المقابلة لباب العصا والتي تم اختيارها كموقع رئيسي للتصوير، جاءت نتيجة توفرها على شروط سينمائية مثالية. ومن بينها إمكانية التصوير بزاوية 360 درجة. إضافة إلى الإطلالة الفريدة على خليج طنجة، التي وصفها المخرج بأنها “تأسر العقل والقلب معا”.
برنامج “المطعم الصيني” بطنجة.. ثمار الحماية من التدخل العمراني
وفي هذا السباق؛ أشار شبعة: “كنا قد أطلقنا حملة مدنية لحماية هذا المنظر البانورامي من أي تدخل عمراني قد يحجبه. وها نحن اليوم نجني ثمار تلك الحملة. فبفضل حفاظنا على هذه البناية والمنظر المحيط بها، أصبحت طنجة تُروَّج على نطاق واسع داخل الصين”.

ومن المتوقع، حسب المتحدث، أن يُحدث البرنامج دفعة قوية للسياحة في المدينة، إذ سجلت الأيام الماضية توافد العديد من السياح من إسبانيا، مراكش، والدار البيضاء.. وذلك بهدف متابعة تصوير البرنامج، والتقاط صور مع النجوم الصينيين المشاركين”.
طنجة.. مدينة ذابلة انقذها المشروع الملكي
ومن جهة اخرى، نوه شبعة بالدور الكبير الذي لعبه المشروع الملكي لإعادة تأهيل المدينة العتيقة. واعتبر أن “طنجة كانت وردة ذابلة، فأسقاها هذا المشروع وأعاد لها الحياة”.
وأعرب الفاعل السياحي عن أهمية هذا المشروع قائلا: “ها نحن اليوم نجني ثماره” عبر توافد كل هؤلاء السياح. وأردف: “وهي مناسبة ودعوة للمسؤولين المحليين وجميع من له الأمر في تدبير الشأن المحلي للحفاظ على هذه المكتبات”.
غياب تام للمسؤولين
وفي الوقت ذاته، عبّر شبعة عن أسفه لغياب تام للمسؤولين المحليين، وعلى رأسهم عمدة المدينة، عن الحدث. وذلك رغم أهميته البالغة.
وقال: “لم يحضر أي مسؤول حفل الافتتاح. وهو ما يُعد فرصة ذهبية ضائعة للترويج لطنجة.. بينما اختار العمدة حضور معرض سيارات ولقاء شعري حضره الذباب أكثر من المهتمين بالشعر”، على حد تعبيره.
ويُذكر أن البرنامج يشهد مشاركة عدد من الشخصيات الفنية الصينية ذات الشعبية الواسعة. ويواكبه اهتمام إعلامي ضخم داخل الصين. إضافة إلى تغطية يومية من قبل المؤثرين ومنصات التواصل الاجتماعي. وهو ما يجعله أداة فعالة لتسويق طنجة على المستوى العالمي، وتعزيز موقعها كوجهة سياحية وثقافية مرموقة.
ذات صلة:
طنجة ضمن أفضل 10 وجهات سياحية في العالم لعام 2025
مسرح رياض السلطان بطنجة: ثلاث سنوات من التألق الثقافي والفني في قلب المدينة العتيقة
Discussion about this post