مع بدء العد العكسي لآخر أجل لموعد إيداع الترشيحات لشغل منصب الرئيس الجهوي للاتحاد العام لمقاولات المغرب، تبدو الأجواء فاترة تغيب عنها مختلف مظاهر الحماس المرتبطة عادة في مثل هاته المحطات الانتخابية.
ورغم أن الأمر يتعلق بانتخاب رئيس جديد لأكبر منظمة مهنية لرجال الأعمال، فإن الارتسامات التي جمعتها صحيفة “إيكو بريس” الإلكترونية، من لدن عدد من الفاعلين الاقتصاديين بعاصمة البوغاز، وكذا مدينة تطوان، تقاطعت في قرار واحد هو “العزوف”.

وبينما اتخذ البعض موقفه بعدم التقدم إلى خوض غمار الانتخابات المرتبقة شهر فبراير المقبل، فإن الحيرة والتردد ما تزال تلازم مواقف كثيرين، بما فيهم الوجوه التي شكلت الركائز الأساسية خلال الفترات السابقة والأخيرة بالمكتب الجهوي لـ CGEM.
هذا ويترقب الرأي العام الاقتصادي الأسبوع الأول من شهر فبراير، من أجل معرفة اللاعبين الكبار الذين سيقدمون أوراق اعتمادهم إلى معترك السباق الرئاسي للاتحاد العام لمقاولات المغرب، بجهة الشمال، خلفا لعادل الرايس.
هل يكون العرود خارج الصندوق أم داخله ؟؟
بينما تطغى مظاهر الصمت والترقب مقر الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الكائن في مركز الأعمال ابن بطوطة، الذي تملكه عائلة أبضالس العقارية، فقد كسر الصمت المطبق اسم معروف على الصعيد الجهوي في مجال قطاع النسيج والألبسة.
فقد أعلن ياسين العرود، رئيس الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، لمقربيه دخوله غمار السباق الانتخابي خلفا لعادل الرايس الرئيس المنتهية ولايته، وذلك خلال أشغال الجمع العام المقبل.
لكن الإشكالية الكبرى، تتمثل في أن ياسين العرود لا يحضى حتى بإجماع المنتسبين لقطاع النسيج والألبسة، حيث عرفت الجمعية في عهده انسحابات عدة شركات من امغوغة والعوامة والمنطقة الحرة واكزناية، وعلقت حضورها الأنشطة خلال السنتين الماضيتين.
لكن بالنسبة لياسين العرود لا يعتبرها “انسحابات” وإنما تجميد الأنشطة، لأسباب مرتبطة باختيارات أصحابها، ولا تتعلق بأداء الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، الكائن مقرها قرب عمارة الزموري في طريق الرباط.

مرحلة الرايس هل كانت السبب في بداية الانهيار ؟
لا يخفى على كل متتبع للشأن الاقتصادي في جهة شمال المملكة، ولا حتى الصعيد الوطني، الدور المحوري لشخص عادل الرايس في تمثيل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، سواء في المحافل الوطنية، والدولية، وربط جسور العلاقات مع الفاعلين الاقتصاديين الأوروبيين على المستويين الرسمي والمهني.
لكن بحسب متتبعين لأداء عادل الرايس، فإنهم يسجلون عليه رهان الإطار التنظيمي على قدراته ومستوياته العالية من العلاقات، دون الأخذ بعين الاعتبار باقي الأعضاء الذين لهم وزن في عالم الصناعة والعقار والتصدير والاستيراد، الفلاحة، الصناعات الغذائية، التجارة السياحة والأبناك.
وقد كانت بعض الملاحظات على أداء الاتحاد العام لمقاولات المغرب، محط انتقاد رجال ونساء أعمال في تطوان، العرائش، وطنجة، سببت انزعاجا داخليا تطور إلى تقديم استقالات جماعية لكبار الفاعلين الاقتصاديين، لكنها رُفضت بهدف الحفاظ على تماسك التنظيم المهني وتحصين أركانه على صعيد جهة شمال المملكة التي تعد ثاني قطب اقتصادي في البلاد.
خلال نفس الفترة حصل نزاع شديد مع أحد المستخدمين في الإدارة وصل ملفه إلى ردهات القضاء، وتم بعدها أداء صوائر المشتكي بعد صدور قرار محكمة الشغل، قبل أن يلتحق بالعمل في إحدى الجمعيات المهنية.
البديل المر .. الكرسي الفارغ أم شخصية أقل كفاءة ؟
وأمام مظاهر العزوف التي تخيم على الأجواء على بعد أيام قليلة من آخر أجل لإيداع الترشيحات لمنصب الرئيس الجهوي للاتحاد العام لمقاولات المغرب، بجهة طنجة تطوان الحسيمة، تبدو الأمور بحسب عدد من الملاحظين الذين تواصلت معهم صحيفة “إيكو بريس” الإلكترونية، تسير نحو خيارين أحلاهما مر، بالنسبة إلى تاريخ الإطار المهني، وأدواره ووظائفه.
بالنسبة للمرشح المتقدم حاليا وهو ياسين العرود، مخضرم في المجال السياسي، ولاعب رئيسي في غرفة التجارة والصناعة والخدمات، ويتوفر على كفاءة في مجال إدارة معمل النسيج والألبسة، إلا أن المنتسبين لجمعية النسيج والألبسة في طنجة بحسب مصدر خبير تحدثت إليه صحيفة “إيكوبريس” لا يمكن اعتبارهم ضمن فئة الصناع، نظرا لارتهان قطاع الخياطة للمناولة مع مجموعة أنديتكس الإسبانية.
يُحسب للعرود كذلك، وهو سياسي واعد ينتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة طنجة، مجهوداته في النهوض بوضعية المنطقة الصناعية المجد، والتي تعاني من تدهور مرافقها، وتردي بنيتها التحتية في ظل وعود جوفاء من السلطات المختصة.
في القابل هناك شريحة من المهنيين في مجال قطاع النسيج خارج الجمعية، يعتمدون على إمكاناتهم الذاتية في التصنيع وتلبية احتياجات السوق الوطنية، وهاته الفئة على الأقل يمكن اعتبار جهدها يشكل قاعدة صناعية تتغلب على التحديات، وتسعى جاهدة لتحديث القطاع بالرغم من تجاهلها من طرف الحكومة وبرامج الدعم الوزارية.

أما الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فيضم أصنافا مهنية من العيار الثقيل والتي تحتاج بحسب مراقبين تحدثت إليهم صحيفة “إيكوبريس” إلى شخصية ذات كاريزما وذات حضور وازن، لاسيما على المستوى الاقتصادي في عالم المال والأعمال، ويكون قادرا على استقطاب شراكات ومواكبة إشكالات النمو الصناعي وتنافسية قطاع الخدمات والأبناك، وله دراية بتحديات القطاع العقاري والسياحي، في جهة الشمال، لأن الاتحاد يحتاج تجاوز أخطاء فترات سابقة، يجب فيها كل منتسب لصوته داخل CGEM.
Discussion about this post