من قال بأن النجاح مستحيل في المغرب فهو أكثر الناس عجزا وفشلا في تحقيق أهدافه، فتحقيق النجاح يعبر من طريق الحديات دوما، وليس من الطرق المفروشة بالسجاد الأحمر والورود.
لربما كان هاته القناعات أحد الحوافز التي جعلت كثيرا من المتفوقين في مجالاتهم يصلون إلى ما يريدون، وذلك رغم كيد الحاسدين وتلبيس المثبطين الفاشلين.
ولأن هناك دوما فئة من رواد الأعمال تؤمن بالابتكار والإبداع، حتى لو كان المجال المهني محفوفا بالتنافسية الغير المتوازنة والتفاوتات في فرص الدعم والتحفيزات المقدمة، فإن قوة العزيمة والإرادة تجعل من الصعاب تحديا لتحقيق الحُلم.
تلك ه قصة رائدة أعمال طنجاوية أبت إلا أن تحقق أحلامها في مجال مليء بالإكراهات والمخاطرة، خصوصا من يشتغلون على صناعة منتوج متفرد، يحمل علامة تجارية خاصة بهم.
وإذا كانت Arablanco و AB SPORT حققت النجاح على الصعيد الوطني والإقليمي، لماذا لن تنجح ماركة ملابس جاهزة في إيجاد موطئ قدم في السوق ؟ وما هو المانع أن تحقق هي الأخرى نجاحا في تنافسية الماركات الأجنبية ؟
أسماء الشعايري تنطلق إلى عالم التحدي
بعد سنوات دؤوبة من العمل؛ استطاعت أسماء الشعايري تحقيق حلمها وإطلاق علامتها التجارية الخاصة بالألبسة الجاهزة، وذلك رغم التنافس الشديد، فإنها مصممة على تقديم أروع الإبداعات.
علامة أطلقت عليها أسماء الشعايري إسم “joyWears”، تسعى من خلالها إلى التحليق بمدينة طنجة إلى الأضواء، وتساير آخر صيحات الموضة تحمل علامة “صنع في المغرب”، بكل فخر واعتزاز.
في حديث لجريدة “إيكو بريس”؛ تروي إبنة مدينة طنجة رحلتها نحو تحقيق حلم بدأ من رحم الأمل ليصل إلى أحضان الواقع.
– بداية؛ كيف راودتكم فكرة إنشاء “ماركة” ملابس جاهزة خاصة بك ؟
جاءت فكرة إنشاء علامتنا التجارية من رحلتي الطويلة في مجال صناعة الملابس. وهي رحلة امتدت لما يقارب 30 عامًا. لقد نشأت في عائلة تعمل في قطاع النسيج، حيث كانت الآلات جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية.
منذ طفولتي، كنت محاطة بهذا العالم، حيث كنت أراقب شقيقاتي يعملن بجد بجانب الآلات في المنزل. مما زرع في داخلي حب هذا المجال ورغبتي في تعلمه.
ومع مرور الوقت، بدأت تتولد لدي رغبة أكبر في التطوير والتغيير. كنت أشعر بأن لدي القدرة على فعل المزيد، وأن بإمكاني استثمار كل تلك الخبرة التي اكتسبتها طوال هذه السنوات لتقديم شيء يعبر عن هويتي الخاصة.
وبعد سنوات من العمل الشاق والتفاني، قررت اتخاذ خطوة جريئة وتحقيق حلمي بإنشاء علامة تجارية خاصة بي.
– ما هي علامة “joyWears” بالنسبة لكم؟
علامتنا التجارية “JoyWears” ليست مجرد علامة تجارية، بل هي نتاج سنوات طويلة من الجهد والعمل. إنها انعكاس لمسيرتي كعاملة بسيطة تحولت إلى شخص يسعى لترك بصمته في هذا المجال.
حلمنا هو تقديم منتجات مغربية بجودة عالية تعكس مهاراتنا المحلية وتضعنا على خريطة المنافسة، ليس فقط على المستوى الوطني، ولكن أيضًا على المستوى الدولي.
– لماذا اخترتم إطلاق إسم “JoyWears” على علامتكم التجارية؟
تم اختيار اسم “JoyWears” بناءً على تفكير عميق، حاولنا أن يكون الاسم يعكس المشاعر التي نريد أن يشعر بها عملاؤنا عند ارتداء ملابسنا، وهي الفرح.
اخترنا هذا الاسم لأنه يتماشى مع جمهورنا المستهدف، وهو النساء اللواتي يبحثن عن السعادة والتجدد في مظهرهن. أردنا أن يكون الاسم مرتبطًا بهذا الإحساس الإيجابي الذي نطمح لإيصاله من خلال منتجاتنا.
كما يتماشى الإسم مع شعارنا “Joy in every stich” (فرح في كل غرزة) الذي يعبر عن الحرص الذي نضعه في كل قطعة ننتجها لضمان تقديم تجربة مبهجة ومميزة.
– كأي مشروع؛ لا بد أنكم واجهتم عدة صعوبات لإنجاح مقاولتكم، ما هي هذه الصعوبات؟
لا يمكننا القول إننا حققنا النجاح بعد، فما زالت هناك أهداف نسعى لتحقيقها، مثل الوصول إلى مستوى المبيعات الذي نطمح إليه واسترداد الاستثمارات التي وضعناها في المشروع.
ومع ذلك، فإن رحلتنا كعلامة تجارية ناشئة لم تكن سهلة. واحد من أكبر التحديات التي واجهناها- والذي تواجهه أغلب الشركات الناشئة في قطاع الملابس بالمغرب- هو نقص المواد الأولية مثل الأقمشة عالية الجودة.
في المغرب، إنتاج الأقمشة والمواد اللازمة لصناعة الملابس محدود جدًا. مما يضطرنا إلى استيرادها من الخارج. وهذا الأمر يزيد من تكاليف الإنتاج، كما أنه يسبب تعقيدات إضافية بسبب تكاليف الشحن والجمارك وأحيانًا التأخير في التسليم.
هذه التحديات تصعب علينا التنافس مع العلامات التجارية الأخرى التي لديها موارد أكبر أو مصادر إنتاج أكثر استقرارًا.
– في ظل هذه الصعوبات؛ هل ترون أن تطوير قطاع الألبسة بنفس الصعوبة؟
ورغم هذه الصعوبات، نؤمن أن هناك فرصة كبيرة لتطوير هذا القطاع في المغرب. إذا تمكنت الشركات المحلية من الاستثمار في إنتاج الأقمشة والمواد الأولية بجودة تنافسية، فسيساعد ذلك الشركات الناشئة مثلنا على النمو وتقديم منتجات مغربية قادرة على المنافسة محليًا ودوليًا.
نحن واثقون أن تجاوز هذه العقبات والعمل على تطوير القطاع سيجعل من الممكن تحقيق حلمنا، وهو أن تصبح منتجاتنا رمزًا للجودة على المستويين الوطني والدولي.
Discussion about this post