إيكو بريس زكرياء بنعلي –
عكس انتظارات المواطنين وتطلعاتهم نحو حلول عادلة ومنصفة، لا تزال قضية إطلاق رخص البناء بالنسبة لأصحاب البقع الأرضية ذات المساحة الصغيرة، مجمدة في يد أهل الحل والعقد داخل بناية الوكالة الحضرية لطنجة.
يتعلق الأمر بشريحة لابأس بها من المواطنين الذين اقتنوا قطعا أرضية تلائم قدرتهم الشرائية، وتستجيب لنموذج اقتصادي قائم على شراء الأرض بـ “الكريدي الحلال” دون معاملة ربوية مباشرة مع البائع صاحب التجزئة.
فإذا كانت الإدارة المحلية في طنجة اتخذت قرارا معينا يقضي بوقف بناء المنازل ذات المساحة الأقل من 60 مترا مربعا، فمن الأفضل أن تبدأ من الآن فصاعدا، لأن تطبيق القانون لا يتم بأثر رجعي، وإلا يكون ينطوي على بعد ذي طابع عقابي.
أما إذا لم يكن هناك أي قرار صادر في هذا المنحى فلماذا لا تستقبل الوكالة الحضرية لطنجة، عن طريق الشباك الوحيد أو منصة رخص، طلبات الإذن بالبناء من طرف أصحاب بقع 50 مترا مربعا وما جاورها ؟؟
ثانيا أليست القاعدة الفقهية في القانون تقول إنه “لا عقوبة إلا بنص”، فلماذا إذا يتم حرمان مئات المواطنين أصحاب البقع الأرضية الصغيرة في عدة مناطق من مدينة طنجة، واكزناية، تحت ذريعة “عدم المطابقة لـ تصميم التهيئة”.
أليس تصميم التهيئة هو من إعداد الموظفين في الوكالة الحضرية ؟ ثم أليس النصوص التنظيمية والقانونية يجب أن تلائم المجتمع ؟ فما هو المانع إذا من مراجعة الوكالة الحضرية لهاته القرارات التي تحرم مئات المواطنين من حق السكن، ومن حق التصرف في بقعهم الأرضية والتي لا تصلح لشيء غير بناء منزل للسكن ؟
إن القوانين التعميرية بهذا الشكل لا تصب إلا في مصلحة أطراف ضد أطراف أخرى، و المستفيد هنا هي الشركات العقارية، وإن كانت عروض السكن التي توفرها لا تلائم أصلا ثقافة وأذواق أصحاب البقع الأرضية الصغيرة، والذين يبحثون عن الاستقلالية وعن دفئ الجوار في الأحياء الشعبية.
إن صبر المواطن المغربي وتفهمه لقرارات الإدارة يظل صامدا ما دامت هناك حسن نية لحلحلة الإشكالات العالقة، وفق ما يراه كثير من المراقبين، لكن أن يصل الأمر حد تجاهل هاته القضية وكأن هؤلاء المواطنين لا مشاعر لهم ولا أحاسيس لهم، فإن هذا التقدير يبقى خاطئا ومجانبا للصواب، و الدليل يتضح من خلال التحركات الاحتجاجية بين الفينة والأخرى للمتضررين من هذا البلوكاج المفتوح منذ سنوات على البناء في البقع الأرضية الصغيرة المساحة، فإلى متى ستستمر هاته الأزمة التي طالت أصلا؟؟