الهجمات السيبرانية تُكذب ادعاءات الإدريسي مدير الوكالة الرقمية وسط فضائح الصفقات
تعيش المنظومة الرقمية الوطنية على وقع هجمات سيبرانية متكررة، تفضح هشاشة البنية التحتية وتُكذب الخطاب الرسمي المُبهرج.
محاولة للدفاع عن صورة رقمية براقة
وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي تحاول فيه الوكالة الدفاع عن صورة رقمية براقة، عبر نافذة “جيتكس إفريقيا” المنطلق أمس الإثنين بمدينة مراكش.
وتحدث المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، محمد الإدريسي الملياني، عن “الريادة المغربية في المجال الرقمي”، خلال كلمته في افتتاح الدورة الثالثة للمعرض.
وأكد الإدريسي الملياني أن المغرب بات يشكل “فضاء جاذبا للفرص الرقمية ورائدا في الدفع بقضايا التعاون جنوب– جنوب في المجال التكنولوجي”.
وشدد على أن معرض “جيتكس إفريقيا”، المنظم تحت الرعاية الملكية، يمثل محطة استراتيجية لتعزيز التكامل الرقمي بين الدول الإفريقية وبناء جسور تعاون مع الشركاء الدوليين.
وقد ركز الإدريسي في كلمته على أن “المعرض القاري أصبح من أبرز الملتقيات التكنولوجية في العالم”، وكذا “دليلا على الثقة المتزايدة في المغرب”.
الهجمات السيبرانية تُكذب ادعاءات الإدريسي مدير الوكالة الرقمية
وتأتي مشاركة الإدريسي في المعرض في سياق يبصمه صمت مريب عن تفاصيل اختراقات سيبرانية طالت مؤسسات وطنية.. وكذا عن تأخر إنجاز منصات رقمية استراتيجية كان من المفترض أن تدعم الانتقال الرقمي في مختلف القطاعات.
ولكن في المقابل، لم يتطرق الملياني لأي من الإخفاقات العملية التي تشهدها مشاريع الوكالة، ولا لغياب تقييمات حقيقية لمردودية الاستثمارات الرقمية.
ولم يتطرق كذلك لمخاوف المهنيين من أن تتحول “الخطابات الرنانة” إلى غطاء لتبرير المزيد من النفقات غير المبررة.
وفي الوقت ذاته؛ تتوالى التقارير غير الرسمية حول تعثر مشاريع رقمية كبرى، وغياب الحماية الإلكترونية الفعالة، بالإضافة إلى شبهات تدبير تحوم حول عدد من الصفقات التي أبرمتها الوكالة الرقمية في السنوات الأخيرة.
فلم تُفرز هذه الصفقات نتائج ملموسة على أرض الواقع، رغم الحديث المتواصل عن “ثقافة رقمية” و”تحول رقمي شمولي”.
مطالب بمزيد من الشفافية في تدبير صفقات الرقمنة
وتأتي هذه التناقضات في وقت يطالب فيه الفاعلون الرقميون ومجتمع التكنولوجيا بمزيد من الشفافية في تدبير صفقات الرقمنة.
وتعلو كذلك مطالب بضرورة فتح نقاش وطني حول مصير المشاريع الرقمية المتعثرة ومحاسبة المسؤولين عن أي إخفاق أو سوء تدبير.
فهل يكفي الحضور في المنصات الدولية لتلميع صورة رقمية متآكلة؟ أم أن زمن التصريحات العامة قد ولى، وحان وقت المحاسبة والمكاشفة الرقمية الحقيقية؟
ذات صلة:
غياب رئيس الحكومة وإقبال باهت يُخيم على انطلاق “جيتكس إفريقيا 2025”
Discussion about this post