إيكو بريس من طنجة –
اقتربت حفر الطرقات و انهيارات جزئية لقنوات الصرف الصحي ومجاري مياه الأمطار، وسط الشوارع أو على حافة الأرصفة، في عدة محاور من أحياء عاصمة البوغاز، أن تخلد ذكرى عيد ميلاد السنة الأولى، أو السنة الثانية، ومن يدري فلربما يكون عمرها أكبر من ذلك، الله أعلم.
لكن ما هو ثابت ومؤكد، أن سكان مدينة طنجة، يطالعون في الصفحة الرسمية لجماعة طنجة، على منصة فايسبوك، وعبر البوابة الرقمية للموقع، Tanger.ma، أنشطة خارجية هنا وهناك للعمدة منير الليموري، آخرها زيارة معرض للصناعة التقليدية يقام خلال هذا الأسبوع في ساحة الأمم في الحي الإداري بطنجة.
أما النائب الأبرز والمكلف بعدة تفويضات حيوية في المدينة، من بينها تتبع شركات الأشغال، عبد النبي مورو، فإنه لا يكاد يظهر له أثر في الميدان، ذلك أن أبرز نشاطاته تتركز في تراب مقاطعة مغوغة، والحي الإداري، بينما هو منتخب في مجلس جماعة طنجة، ويمثل عموم الساكنة ومختلف مقاطعاتها وأحياءها، فليس من المعقول استمرار ظاهرة التغيب عن هموم وقضايا المواطنين تحت أي حجة كانت.
ففي أحياء، بوخالف، مسنانة، سيدي ادريس، المرس، أشناد، أرض الدولة، امغوغة الكبيرة، يشتكي المواطنون من تهالك الوضعية الطرقية للشوارع الرئيسية للولوج إلى الأحياء والمناطق السكنية.
لكن بطئ التعامل معها يطرح أكثر من علامات استفهام، ذلك أن الميزانية السنوية لجماعة طنجة، تعرف مخصصات مالية للصيانة والأشغال، إلا أن المراقبين للشأن المحلي، يسجلون ما يعتبرونه لامبالاة بالإشكالات الحقيقية للمواطن، من لدن بعض المسؤولين في الجهاز المنتخب، رغم ما يتوفرون عليه من صلاحيات واختصاصات.
بل أكثر من ذلك، حتى التواصل مع المواطنين، كما كانوا يفعلون أيام الحملات الانتخابية، حيث تراهم داخل الدكاكين التجارية، ويخبطون وسط الأسواق، ويطرقون أبواب الناس في المنازل لاستمالة أصواتهم.
في منطقة بوخالف على سبيل المثال، يقول الناس هنا، أنهم معزلون تماما ولا يعرفون حقا، ما إذا كانوا فعلا ينتمون لمدينة طنجة، ذلك أن لم يشهدوا يوما ما زيارة ميدانية لعمدة المدينة، أو لنوابه جميعهم، بما فيهم النائب المكلف بالديبلوماسية الخارجية، عادل الدفوف، الذي يسير كثيرا في طريق تطوان، وطريق الرباط، واتجاه المطار وميناء المدينة، فماذا يفعل بصداع بوخالف أو أحياء شعبية أخرى، وما شأنه بمشاكل المواطنين، لقد صوتوا عليه وانتهى الموضوع نلتقى في الانتخابات القادمة، هل هناك تفسير آخر غير هذا ؟
إن قوة البنية التحتية في المدن الذكية لا تقاس بجودة الشوارع فقط في المحاور الرئيسية التي يمر عبرها المسؤولون والضيوف الأجانب، فهذا من البديهيات التي صارت معلومة حتى في بعض الدول النامية، أما الإمكانيات التي تتوفر عليها بلادنا وخصوصا في مدينة اقتصادية مثل طنجة، فمن المفروض أن تكون إصلاحات وصيانة الطرقات أوراشا مستمرة ومتواصلة، مع تشديد الرقابة على المقاولات الغشاشة، أو تكليف جهة خاصة بالرقابة والتتبع، لأن المقاولات بدورها تشتكي تعرضها للابتزاز والمساومة، مما يؤثر على جودة الأشغال، حسب مسؤوليها.
إن الاستهتار بالحفر لمدة طويلة، لا يعني شيئا سوى الاستهتار بتلك الساكنة، بالقاطنين في تلك المنطقة، كأنما تقولون لهم بالبنط العريض “أنتم لا قيمة لكم” رغم أن الحكومة والدولة تعتبركم رأسمال بشري، فلا بأس من صبركم معنا، فكم حاجة قضيناها بتركها، سواء كانت حفرة أرضية في الطريق أو إنارة منعدمة أو مكبات نفايات أصغر من طاقتها الاستعابية.. علما أن دفاتر التحملات تتضمن بنودا حول التقصير وعدم مطابقة جودة الخدمات أو التأخير في الإنجاز والتدخل والصيانة، فأين هي الغرامات و أين هي الأرقام إن كانت ؟