إيكو بريس ــــ نبيل حانة
شهدت مدينة سبتة المحتلة، في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، عمليات إنقاذ مكثفة بسبب وصول المهاجرين الذين حاولوا، متحدين ظروف البحر الخطيرة التي تفاقمت بفعل عاصفة ”كارلوتا”، الوصول إلى شاطئ مدينة سبتة المحتلة عن طريق السباحة.
وتطلبت عمليات الإنقاذ استجابة منسقة وفورية من خدمات بحرية الحرس المدني وفرق غواصي العمليات الخاصة المعروفة باسم (GEAS)، مما يسلط الضوء على التعقيد والتحديات الكامنة في عمليات الإنقاذ خلال الظروف المناخية القاسية.
وفي وقت ظهيرة يوم الجمعة، تم العثور على جثة لقاصر قضى غرقا وهو يحاول السباحة نحو الجيب المحتل. وتمكن حتى الآن 19 شخصاً من الدخول إلى سبتة على الرغم من تقلبات الأحوال الجوية. إذ تم إنقاذ معظم المتسللين من قبل الحرس المدني الإسباني والذي ينحدر معظمهم من سوريا وفلسطين والجزائر والمغرب.
في الصباح الباكر من يوم السبت، تركز الاهتمام نحو جنوب خليج سبتة المحتلة، بالقرب من حاجز الأمواج، حيث تم تخصيص سفينة بحرية تابعة للحرس المدني الإسباني من أجل القيام بعمليات الإنقاذ وسط الظروف الجوية السيئة. وحاول المهاجرون، الذين واجهوا أمواجاً وصل ارتفاعها إلى مترين، تجاوز هذه النقطة، حيث ولاقوا استجابة قوية من طرف فرق الإنقاذ.
ورغم أن قوات الدرك الملكي المغربية شاركت في البداية في إنقاذ شخصين، إلا أن الحرس المدني الإسباني هو الذي تولى معظم عمليات الإنقاذ، حيث تمكن من انتشال حوالي 12 مهاجرا كانوا في حالات شديدة الخطورة. ومع ذلك، لا يمكن الوصول إلى بعض المهاجرين الضائعين في بين أمواج البحر العاتية.
وعند انبلاج ضوء النهار انتقلت فرق الإنقاذ نحو منطقة ”بنزو” في ”نورث باي” حيث يلعب أعضاء فرق ”خياس” GEAS دورًا مهمًا، من خلال العمل مع مؤسسة ”سالفامينتو مرتيمو” Salvamento Martimo، التي تدير سفينة ”سلفامار أتريا” Salvamar Atria للإنقاذ وغيرها من السفن التابعة للحرس المدني والخدمة البحرية.
إن الظروف المناخية الصعبة في البحر لا تختبر قدرة فرق الإنقاذ على إنقاذ الأشخاص في الماء فحسب، بل تختبر أيضًا قدرتهم على ضمان سلامتهم.
ساهم أعضاء فرقة ”خياس” GEAS في عمليات الإنقاذ بالإضافة إلى سفينة الخدمة البحرية الإسبانية، حيث جعلت صعبت الظروف المناخية الصعبة خروجهم من المياه.
أجرت ”سالفامار أتريا” عمليات بحث مكثفة في المنطقة للتأكد من عدم وجود المزيد من الأشخاص المعرضين للخطر في المحيط. وأجبرت الظروف الجوية المتدهورة جميع الوحدات المشاركة على العودة إلى الميناء، مع إعطاء الأولوية لسلامة فرق الإنقاذ وتجنب وقوع حوادث مأساوية محتملة.
لا يزال ضغط الهجرة مستمر على الحدود الجنوبية لأوروبا والذي يشكل تحديًا كبيرا ومستمرًا للسلطات الإسبانية والأوروبية.
وجاءت الاستجابة الأوروبية لهذا الوضع بعد اتفاقيات تعاون مع دول العبور مثل موريتانيا والمغرب، والتي يزودها الاتحاد الأوروبي بموارد مالية كبيرة فضلاً عن تجهيز البنيات التحتية الأمنية المتقدمة.
ولكن على الرغم من هذه الجهود الرامية إلى تأمين على حدودهم، أقر القادة الأوروبيون بأنهم لم يحققوا النتائج المرتقبة، وهو ما يشير إلى مدى تعقيد أزمة الهجرة والحاجة إلى أساليب أكثر فعالية وإنسانية.